الخطوط الوظيفية

تحدثت في هذا الموضوع في مناسبات سابقة واتحدث به اليوم ففي الإعادة إفادة. كما أنها مناسبة لأعرض مسودة خطي الجديد ذا الطابع الرقمي. والمقصود بالخطوط الوظيفية هو تلك الخطوط التي صُنعت أساساً لتخدم وظيفة تصميمية معينة. ففي بيئتنا المعاصرة من حولنا الكثير من الكتابة وكل منها لها وظيفتها الخاصة. وعدا ما هو موجود في الكتب فإننا نرى الكتابة في أجهزتنا المحمولة وفي شاشات التلفزيون وفي اليافطات المنتشرة والإعلانات وعلى المنتوجات الاستهلاكية في كل مكان.

صورة وجدتها على تويتر وأعدت نشرها. كثافة طباعية هائلة من حولنا تبلغ عنان السماء.

ومن تفحص تصميم النص أو العنوان في مجالات الاستخدام المختلفة نلاحظ أنه بالرغم من وجود التنوع فإنه في النهاية قليل. فمثلاً خط منى يكاد يطغى على التصميم الطباعي الصحفي وخاصة الخليجي منه وكذلك في الإعلانات والعناوين الرئيسية. وسبب ذلك هو جودة هذا الخط من الناحية التصميمية وقربه من خط النسخ الذي يكتبه الخطاطون. أما في الكتب العربية فأغلبها يطبع بخط لوتس الذي تعودت عليه عين القارئ العربي وأصبح هذا الخط يمثل كل نص وقور وخاصة النص التراثي. ويحاول خط أدوبي نسخ الحديث اقتطاع حصة من طباعة الكتب إلا أن ما يطبع من كتب بخط أدوبي أقل بكثير من الكتب المطبوعة بخط لوتس.

نطبع كل شيء بخط لوتس.

واستقرت الأجهزة المحمولة على نظامي الأندرويد والآيفون (iOS). وقد اتخذ نظام الأندرويد خط هندسي حديث سمي درويد كوفي في البداية ثم تحول سريعاً إلى خط آخر اسمه درويد نسخ وذلك بعد نجاح خط الآيفون الذي كان أقرب إلى خط ياقوت الطباعي والذي أصبح اليوم أكثر تمييزاً منه في الإصدارات الأخيرة من الآيفون والآيباد. ولأن أغلب صفحات الإنترنت تستخدم خط الجهاز لتسريع عرض الصفحات نرى أن خط درويد نسخ وخط ياقوت هما الأكثر حضوراً على مواقع الإنترنت. أما المواقع التي تحاول بناء بصمة بصرية متميزة فإنها تستخدم في الغالب خطاً ذا تباين قليل من أمثلة خط درويد كوفي.

اختار صانعو الآيفون خط ياقوت أو شبيهه للعربي على جهازهم مما دفع جماعة الآندرويد إلى استبدال خط درويد كوفي بخط درويد نسخ.

وهناك صوت يروج لضرورة تطابق الخطوط الطباعية الحديثة مع قواعد الخط العربي التقليدي القديم كمثل الضجيج الذي يحدثه أصحاب شركة ديكوتايب. ومع أنه يمكن اعتبار منتجاتهم مساهمة نافعة في تطوير الطباعة العربية إلا أن ما يقومون به وما يدعون إليه لا يفيد إلا في حيز ضيق يتعلق بالمجالات التراثية. والمشهد الطباعي العربي المعاصر بحاجة إلى أدوات تصميمية تناسب روح العصر كما أكدت عليه في مقالات عديدة على هذه المدونة.

مشروعي الجديد القديم

انشغلت خلال أغلب السنة الماضية التي انتهت قبل أيام بالعمل على كتابي حول الخطوط العربية التاريخية. وتضمن عملي البحث والكتابة وتصميم المطبوع في آن واحد. وقد تمكنت من انجاز فصلين فقط من الكتاب بهذه الطريقة المضنية.

صفحات من فصل المواد والأدوات من كتابي عن الخطوط العربية القديمة. ويتضمن العمل البحث والكتابة وإعداد الرسوم والأشكال والتصميم. (بالمناسبة رتبت الصفحات بخط لوتس بعد استشارة زوجتي. ترى هل عملت الصحيح؟)

وللترويح عن نفسي بدأت في عمل آخر وهو صناعة خط رقمي لأحيي أحد تصاميمي القديمة. ففي بداية التسعينات ومع تحولي التدريجي من التصميم المعماري إلى مجال الحواسيب اشتركت مع بعض الأصدقاء في محل لبيع الحواسيب في الباب المعظم في بغداد وكان اسمه البشائر. وحيث كنت المصمم الوحيد بينهم قمت بتصميم شعار وهوية تجارية للمحل. وتضمن التصميم عنوان بخط مستوحى من الشاشات المكونة من مقاطع (Seven segment displays). وجعلت الألف مميزة بمقطعها العلوي حيث كان ذلك انطباعي عن شكل المقطع كما رأيته في الحروف المقطعية الصغيرة في تلك الشاشات. وظل في بالي مع مرور السنين تحويل تصميم هذا العنوان إلى خط حاسوب كامل وفعلاً كانت محاولتي الأولى لذلك في معرض اعدادي لمجموعة خطوط برنامج أوتوكاد إلا أن المشروع لم يكتمل في ذلك الوقت. أما اليوم وبفضل من الله فقد سنحت لي الفرصة لذلك في فترة راحتي من العمل على كتاب الخطوط العربية القديمة.

العنوان والعلامة التجارية لمركز البشائر للحاسبات. وقد استعملت حروف لتراسيت اللاصقة للكتابة بخط مريم من تصميم عصمت شنبور.

ثم تحولت الفكرة الى بداية خط بوزنين لبرنامج أوتوكاد وكان ذلك في بداية التسعينات من القرن الماضي.

وحيث أن نتائج التصميم كانت مرضية والحمد لله رأيت أن أعرض الخط مبدئياً كمثال لفكرة الخطوط الوظيفية حيث أن هذا الخط يمكن أن يخدم في المجالات التصميمية المتعلقة بالتكنولوجيا والحواسيب. ولن تعدو محاولتي إلا مشاركة مع المحاولات التي سبقتني حيث استخدم المصممون سابقاً خط قديم اسمه MCS Electron أصبح شيئاً من التاريخ لأنه غير متوافق مع التطبيقات الحديثة. كما قام الزميل سلطان المقطري ذو العطاء الوفير بصناعة خط ديجيتال على نفس الأساس.

خط MCS Electron قديم وقليل الظهور وغير متوافق مع اليونيكود فانقرض. إلا أنه تمكن قبل ذلك من لعب دور في الفيلم العربي “الباشا تلميذ”.

لسلطان المقطري خط على المنوال الذي نتكلم عنه ويبدو أن فكرته هو خط للنصوص كما في المثال الذي أعده. فكرتي تختلف حيث أن الخط الذي أعمل عليه للعناوين بشكل أساسي.

وفي النهاية فإن لكل من هذه الخطوط سمته المميزة وتوفر هذه التصاميم البدائل التي يمكن أن يستخدمها المصمم العربي في عمل التصاميم الطباعية والرقمية الحديثة. وقد زودتني تجربة صناعة هذا الخط بمعارف جديدة نتجت من محاولة إيجاد الحلول للتحديات العديدة التي واجهتني خلال مراحل صناعة هذا الخط والتي ربما تكون مادة جيدة لعرضها في سلسلة فيديوهات متممة لسلسلة صناعة الخطوط العربية في المستقبل بإذن الله. والآن لنستعرض النسخة الأولى من الخط من خلال بعض الأشكال. وأرحب بالنقد البنّاء وهذه فرصة لمن شاء أن يكون له رأي في هذا الخط ولتطوير القدرة على المشاركة بالنقد الموضوعي البناء.

لا يزال الخط بحاجة الى تزييت تعديل

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

خط جنين

لربما لا أكون المصمم الوحيد الذي يشعر بحاجة الى المزيد من الخطوط العربية الحديثة. فلقد قرأت منذ فترة مقالة على إحدى المواقع تشكو فيها إحدى المصممات (باللغة الإنجليزية!) قلة البدائل وكيف أنها وجدت خلاصها في خط GE SS Two. وبالفعل تجد اليوم أكثر تصاميم الجرافيك العربية الحديثة تستخدم هذا الخط من تصميم مراد بطرس والذي أصبح جزءاً أساسياً في صندوق أدوات الكثير من مصممي الإعلانات والدعاية العربية.

ولأجل زيادة خياراتي وزيادة البدائل التي يمكن لمصمم الجرافيك العربي أن يجدها قمت بتنفيذ فكرة كانت تروادني منذ فترة طويلة. فقمت بإتمام تصميم وتنفيذ خط جنين الذي نفذته الذي يمثل واحداً من عدة خطوط أتمنى على الله أن يوفقني لإنجازها في الفترة القادمة.

ولادة الفكرة

لافتة صغيرة عالية مثبتة على عمود في إحدى شوارع بغداد لفتت نظري ذات يوم قبل ما يقارب الخمسة وعشرين سنة. وكان مكتوباً عليها بخط مبتكر كلمة “جنين” وهو إسم لمستشفى ولادة كان في المنطقة. ولربما كانت هذه اللمحة الخاطفة الأولى كافية لإطلاق عصارات أفكاري حيث خطر لي حينها أن هذا الخط يمكن أن يمثل الأساس لخط طباعي حديث. وحيث أن الافتة قد تم تنفيذها بكل تأكيد بيد خطاط أو رسام أو مصمم لأنه حينذاك لم تكن تكنولجيا الطباعة الرقمية قد استخدمت في صناعة اللافتات فقد بدا من المناسب جداً أن أقوم بتحويل الفكرة الى خط طباعي متى سنحت لي الفرصة.

الخط كما رسمه على اللافته مصمم مجهول بحروف مقطعة وغير متصلة.

وكما تعرفون جيداً فإن الأفكار وحدها لا تكفي لإنجاز شئ ما. فلا بد من سعي وجد لنقل الفكرة الى الواقع الملموس. كما حالت شواغل كثيرة بيني وبين أن أقوم بتنفيذ الفكرة في ذلك الوقت. لذا بقيت الفكرة تداعبني بين الحين والآخر، فإذا انبثقت من بين أمواج الأفكار وكان عندي القلم والورق أقوم بتخطيطات سريعة في محاولة لإيجاد الحل المناسب لتطبيق الفكرة على بعض الحروف.

لا أحصي عدد الدفاتر التي ملأتها بتخطيطات الأفكار التي أحلم بتنفيذها ومنها كان خط جنين الذي نحن بصدده.

صياغة الجوهر

وحينما لم يخفت بريق معدن الفكرة، كان عليّ تطويع الجوهر المتمثل بمزاوجة النبرات الجريئة في حرفي النون والياء مع الإنحناءات الهائلة في حرفي الجيم والنون. كما أن تجريد الحروف ذات النبرة (وهي حروف الكرسي: الباء تاء ثاء نون ياء والهمزة على الكرسي في الوضع الاولي والوسطي) بشكل خط عمودي منفصل يصعب تطبيقه على عموم الحروف إذا كان المطلوب هو المقروئية المناسبة والتي هي في الحقيقة الأساس في تصميم الخطوط. وظهرت المشكلة تحديداً في نقاط حروف الياء والتاء والثاء لعرض هذة النقاط التي تستوجب مسافة أفقية أكبر لهذه الحروف وبالتالي تباين في المسافة بين النبرات عند تشكيل حروف الكرسي بشكل متتابع. فأما الياء والتاء فكان الحل سهلاً في تكديس النقطتين الواحدة فوق الأخرى. وأما الثاء فكان لا بد من إعطاء جسم الحرف مسافة أكبر لاستيعاب حمل النقاط الثقيل. وفيما عدا هذا وتدويرة تعريقة القاف كان تطويع الفكرة على عموم الحروف ميسوراً.

البناء على ما سبق

ولم أكن أتوقع أن أنجز التصميم بالسرعة التي إنجزته بها. وكان أغلب الجهد في جانب تصميم الحروف. أما البرمجة فقد سارت بسلاسة غير متوقعة حيث اعتمدت على برمجة خط بانية الذي صنعته في بداية العام الماضي ضمن سلسلة تسجيلات تعليمية حول صناعة الخطوط الرقمية العربية. وحيث أني احتفظت بالمحارف الأربعة للمجموعة الحروف العربية في خط بانية بالرغم من عدم الحاجة إليها وتضمين ذلك في برمجة الخط فقد جاء ذلك كاستثمار مناسب حينما دعت الحاجة الفعلية الى هذه المحارف الأربعة في خط جنين والذي كان لا بد من تصميم الحروف الوسطية والمتصلة بشكل متميز للحروف ذات الإنحناءة الكبيرة في مقدمتها وذلك لتمكين الإتصال بين المحارف.

لا يضيع استثمار الوقت في تصميم الخطوط الرقمية حيث يمكن إعادة استخدام برمجة الأوبنتايب لخط معين في خط آخر.

المقارنة بين جيم خط جنين (على اليمين) مع نظيرتها في خط بانية ترينا سبب الحاجة الى تصميم المحارف الوسطية والنهائية بإضافة خط الإتصال في أسفل يمين تصميم المحرف لتمكين الإتصال بين المحارف. وحيث أن محارف خط بانية لم تكن بحاجة الى هذه الوصلة فكان من الممكن أن نستغني عن تصميم المحارف الوسطية والنهائية حيث تكفي المحارف الأولية والمنفصلة في أداء الإتصال الواجب.

ما بين القديم والجديد

ولعلكم لاحظتم تركيزي على كلمة “الحديث” في الترويج للخط الجديد. وهذا أولاً بسبب الموضوع الذي استفتحنا به هذه المقالة وهو شحة أدوات التعبير لمصممي الجرافيك العربي. ثم هناك الأسطورة التي يروج لها أكثر متخصصي التصميم الطباعي العربي من الأجانب وهي أن الخط العربي الذي لا يتطابق مع قواعد الخط العربي الكلاسيكي فهو مسخ من عمل الغرب كما يدّعون، وهذا وهم كبير.

خط جنين مناسب بشكل خاص للإستخدامات الصناعية والإعلانية.

فكما تمضي الحياة بجديدها كذلك تمضي اللغة العربية والكتابة العربية. ونحن اليوم نتكلم بطريقة حديثة هي وليدة تفاعلنا مع مستجدات الحياة. ولا تشبه عربيتنا اليوم العربية التي كتبت بها أيام ظهور خط النسخ والثلث والكوفي أول ما ظهرت هذه الخطوط. وهذا التطور في اللغة والثقافة يستلزم معه وسائل تعبيرية تناسبه وأهم هذه الوسائل هي خطوط كتابية حديثة.

وهذا بالتأكيد لا يمثل ثورة على الموروث الثقافي العزيز. فالحديث والقديم عندي غير متضادين وإنما هما امتداد واحد ونمو عضوي طبيعي. والذي يدرس تطور الخط العربي يجد أنه قد تجدد بشكل عجيب عبر مراحل تطوره من الخط المكي ثم المدني ثم البصري ثم الكوفي ثم النسخ والثلث ثم الفارسي والديواني والرقعة. سلسلة تطور عظيمة ترينا مرونة هذا الخط كما ترينا قدرات أصحاب هذا الخط على التجديد والإبداع والتطور مع ما يتطلبه التطور في الحياة.

وبالتالي فإن إنتاج خطوط حديثة تضاف الى الخطوط التقليدية الأصيلة تزيد من قدراتنا التعبيرية حيث ستكون في متناولنا موارد عديدة ومتنوعة نختار منها ما يناسب وظائف الحياة. فليس كل إنتاجنا الثقافي يتعلق بالتاريخ والموروث. وحياتنا اليوم تزخر بأنشطة ذات تنوع واسع فيها الرياضة والفن والتكنولوجيا والصناعة والإنتاج والتجارة والتسويق والإعلان وكم هائل آخرلا يقوى كهل مثلي على إحصائها. وكل هذه المجالات لها متطلباتها الخاصة فيما يتعلق بالجانب اللغوي والتعبيري وبما يخدم جانب الإتصال البصري في هذه المجالات. وهذا بالنسبة لي يمثل فرصة كبيرة من حيث الإحتياج الغير ملبى وبالتالي الفرصة لتقديم ما يمكن تقديمه له.

وللحصول على الخط عليك زيارة هذا الموقع.

وآخر دعوانا أن الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

تسويق مهنة التصميم

لربما يكون من الصعوبة تسويق مهنة مصمم طباعي لعدم انتظام السوق لصالح هذه المهنة. وحيث أن التصميم الجرافيكي رديف لتصميم الخطوط الطباعية فقد رأيت أن أسوق سلعتي في هذا المجال الذي أجده ممتعاً حقاً. وقد رأيت أن أعرض سلعتي على المستوى الدولي فقمت بتصميم نشرة إعلانية على شكل مطوية ليتسنى لي توزيعها على زبائن مستهدفين أثناء زيارتي لهم وعرض خدماتي عليهم. وأحب أن أشرك متابعيّ مدونتي تجربتي في إعداد هذه المطوية.

هذه هي الصفحة الخارجية للمطوية. ولا أدري كيف خطر لي إختيار المنظومة اللونية إلّا أني أعرف تماماً لم اخترت الخطوط. وكان هدفي التصميمي هو إعطاء النشرة صفة الخدمة الراقية. وكان من بين الخطوط التي جذبت نظري والتي كانت تعكس الأناقة هو الخط الذي استخدمته شركة Ipekyol التركية للأزياء الرجالية. وبعد رفع صورة لعلامتهم التجارية المكتوبة بهذا الخط على موقع Font Squirrel استطاعت أداة التعرف في هذا الموقع من تحديد نوع الخط المستخدم وقدمت لي عدداً من البدائل كان أقربها هو خط Wes FY. واستخدمت الخط بوزنين كما هو ظاهر في الصورة مع توسيع المسافة بين الحروف للحصول على التأثير المطلوب.

وحينما يفتح المستخدم الطية الأولى يجد الثلث الأول من الوجه الداخلي مع الثلث الأخير من الوجه الخارجي. وقد حاولت في هذا المستوى توضيح ما يتعلف باستخدام العنصرين الرئيسيين في التصميم الجرافيكي وهما المكونات الجرافيكية والخطوط الطباعية. وهنا تتغير المنظومة الطباعية فيما يتعلق بالخطوط المستخدمة. فقد اخترت أن أمثل عنوان الخطوط الطباعية بنمط مقترن بها واخترت خط Trajan القريب من الخطوط الرومانية لإضفاء صفة العراقة التاريخية الملازمة للخطوط الطباعية. أما ما يتعلق بعناوين العناصر الجرافيكية فأبقيت خط Wes-FY مع إستخدامه بمسافات متقاربة ووزن ثقيل لوقع أقوى على طريقة Helvetica. واخترت خط Rockwell للنصوص عبر المطوية كلها لأن هذا الخط يتناسق مع خط العناوين من حيث أن الأثنين من صفة الـ Geometric في حين أن خط النص يجسّر ما بين الطراز التاريخي والحداثة.

وقدمت للمستخدم مهرجاناً من الخطوط والألوان والصور حينما يفتح المطوية بكاملها. وحاولت أن أغطي جوانب العمل التصميمي من كافة نواحيه من حيث العناصر المكونة للتصاميم والتي تشمل: Images, Illustrations, Infographics, Icons وبالتأكيد Typography. ولربما التففت حول تحديات التصميم من حيث أختيار الخلفية الداكنة والتي هي بالنسبة لي أسهل من الخلفية البيضاء في التصميم.

ولتوديع المستخدم أقدم له روابط للوصول إلى المواقع التي يمكن من خلالها التعرف على أعمالي بالتفصيل بالإضافة الى تقديم معلومات للإتصال. واخترت الألوان الباردة والمريحة لسببين. الأول لأنه يعبر عن الأناقة والثقة المطلوبة في الأعمال بالإضافة الى توضيح قدراتي في التصميم ضمن منظومات لونية عديدة. وتتسق هذه الصفحة من حيث الخطوط الطباعية مع عموم التصميم مع زيادة خط مائل والذي يمثل ما يمكن إعتباره التوقيع الشخصي.

وحيث أن الموضوع يتعلق بمطوية مطبوعة على الورق حاولت أن أقيم التصميم في وضعه النهائي فقمت بطباعة المطوية عند أحدى مكاتب خدمات الطباعة في عمّان. كما قمت بتجربة وضع المطوية في مغلف يعطي للمطوية طابع القيمة العالية. والمغلف عبارة عن ورقة بوزن ثقيل ولون أزرق غامق يغلق بواسطة لصقة دائرية مختومة تحاكي وظيفة شمع الختم.

المطوية وقد تربعت بزهو على غلافها الحافظ

من أجل المقارنة

وللمقارنة أحب أن أعرض على حضرات المشاهدين الكرام تجربتي قبل ما يقارب السنة في ذات مجال تصميم المطويات والمواد الإعلانية. فقد خطر لي بعد أن أتممت خدمتي مع المنظمة الدولية التي عملت فيها لما يزيد على الـ18 سنة أن أبدأ مشروعاً في التدريب على إستخدام تطبيقات Adobe الثلاث: Photoshop, Illustrator, InDesign بالإضافة الى برمجة الإنترت باستخدام برنامج الـ DreamWeaver. وكانت المواد الإعلامية موجهة الى السوق المحلية للأردن ولذلك قمت بتنفيذها بكل من اللغة العربية والإنجليزية، حيث كان من ضمن أهداف التدريب هو اكتساب مهارات إستخدام التطبيقات مع التعرف على لغة المهنة على المستوى العالمي. ولنطلع الآن على هذه المواد الإعلامية.

مع أن النص الغالب من حيث الكمية هو النص الإنجليزي إلا أن العناوين العربية أكثر وضوحاً بحكم الألوان المختارة لها. وأغلب العناصر المستخدمة في التصميم هي من عملي باستثناء الصورة في الخلفية والخط الطباعي. ولا زلت أستخدم خط TheSans من تصميم Lucas de Groot الذي ينسجم مع الخطوط اللاتينية الى حد كبير. (تذكروا ما قلنا عن الخطوط اللاتينية في تدوينات سابقة وأنها التي تكتب بها أغلب اللغات الغربية).

وينفرد برنامج الـDreamWeaver لوحده في دورة مخصصة وذلك لأنه يجمع تحت مظلته العديد من المعارف البرمجية والتي تشمل HTML5, CSS3, JavaScript, php, MySQL. وباستثناء الـMySQL فإن برنامج الـDreamWeaver يقدم أدوات رائعة لتطوير المواقع وتطبيقات الإنترنت.

وحيث أني حاولت أن أستثمر خبرتي في العمل مع الأمم المتحدة فقد حاولت أن أقيم دورات لإرشاد الشباب الى طريقة الحصول على عمل مع منظمات الأمم المتحدة. ونرى أن الألوان المستخدمة في هذا التصميم حيادية بالمقارنة مع التصميمين السابقين وذلك لأنني بدأت التصميم بتضمين صوراً فوتوغرافية عن الأمم المتحدة ولكن بعد الإستدراك رأيت ألّا أضمّن الصور لعدم امتلاكي حقوقها. فرفعت الصور التي كانت ستكون أكثر إشراقاً على الخلفية الحيادية المختارة ووضعت عناصر جرافيكية مثل الرموز والعلامات عوضاً عن الصوّر.

الإستنتاجات

عموماً أستطيع القول بأن التصميم باستخدام الخطوط اللاتينية أكثر متعة وذلك لسعة المجال التصميمي الناتج عن كثرة الخطوط اللاتينية التي تلبي الحاجات الوظيفية المتنوعة. وهذا تأكيد لذات النتيجة التي توصلت إليها في تجاربي التصميمية السابقة. وأقول ذلك بصراحة وكل الإيجابية ذلك لأني أعتبر هذا بمثابة التحدي الذي يدفعني الى تطوير الخطوط العربية لتلحق بمثيلاتها في اللغات الأخرى وليستعيد الحرف العربي مجده بتوفيق الله وجهد الشباب الغيور على تراثه.

وختاماً وحيث أننا على أبواب أيامٍ عظيمة هي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، أسأل الله العظيم أن يتقبل منّا صالح الأعمال وأن يوفقنا وإياكم لكل ما هو خير.

صناعة الخطوط العربية

لقد كانا شهرين مضنيين عقدت العزم فيهما على أن أتم موضوعاً كان في بالي منذ أن بدأت هذه المدونة. فعلى الرغم من تجاربي العديدة في تصميم الخطوط العربية إلا أن صناعتها موضوع آخر خاصة بالنسبة الى خطوط الحواسيب الحديثة من نوع الـOpenType / TrueType. وبحمد الله أستطعت الآن أن أنجز تسجيلات لتمرين سريع في صناعة الخطوط العربية بالإضافة الى كتاب موجز حول نفس الموضوع.

وقد كان هذا التقدم بسبب تحولي من برنامج FontLab V الى برنامج FontForge ثم وأخيراً برنامج FontCreator. فأما الأول فإنه لا يصلح إطلاقاً لصناعة الخطوط العربية وهو برنامج صعب الإستخدام وعقيم. وأما الثاني فهو أكثر صعوبة وهو برنامج غامض على منصة الـWindows ولكن على الأقل استطعت أن أبرمج الخط التجريبي الذي اخترته من تصاميمي لهذا التمرين بما بدى أنني قد وجدت الأداة المناسبة. ولكن عندما توقف البرنامج في تصدير خط عربي يعمل بشكل صحيح توقفت أنا بدوري عن إستعماله وعملت بما اقترحه الأستاذ سلطان المقطري فاستثمرت بتحسين نسخة الـFontCreator Home Edition الى نسخة الـ FontCreator Professional Edition 11.5 فكانت في الحقيقة مفاجأة سارة حيث أن هذا البرنامج ذو قدرات ممتازة لصناعة الخطوط العربية وخاصة أداة الـOpenType Designer التي في ضمن البرنامج.

ولندخل في صلب الموضوع ونشاهد التسجيلات التي قمت بعملها خلال هذه التجربة.

أما الموارد المشار إليها في هذا التمرين فيمكن الحصول عليها من الروابط التالية:

والآن لنتفرج على بعض صور صفحات الكتاب الصغير الذي أعددته ليصاحب التسجيلات أعلاه:

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مصحف الإنترنت

مشروع آخر

بعد أن أشرت الى آخر مشاريعي ألا وهو مصحف الإنترنت في معرض حديثي عن تصميم المصاحف في تدوينة سابقة، يسرني اليوم ونحن نستقبل العشر المباركة من شهر ذي الحجة أن أعلن عن تشغيل موقع مصحف الإنترنت في نسخته التجريبية الأولى. وقد سمّيت المبادرة مشروع مصحف الإنترنت لما لها من الطابع التجريبي حيث لا يزال التطبيق في مرحلته الأولى.

شكل صفحة مصحف الإنترنت
شكل صفحة مصحف الإنترنت على متصفح الكروم على نظام تشغيل الويندوز.

وقد يتساءل بعض متابعي هذه المدونة عن تكرر إطلاق هذه المبادرات وما هو طبيعة إختصاصي تحديداً للتباين الظاهر في طبيعة هذه المبادرات المتنوعة. فالمشروع الأول الذي عرضته قبل ما يزيد على ثلاثة سنين كان عن الحروفية العربية التوليدية وهو تطبيق لتوليد أعمال فنية حروفية باستخدام الحاسوب وبواسطة تطبيق الإليستريتور. ثم جاء بعد ذلك تطبيق سميته “بيان” الذي كان نظام لتشغيل عروض ذاتية على الشاشات الكبيرة والتي تصلح كساعة مواقيت الصلاة في الجوامع. ثم كان التطبيق الثالث وهو أداة إليستريتور أيضاً لتوليد المشبكات. ورابعاً وأخيراً هذا التطبيق الأخير وهو مصحف الإنترنت الذي يعرض القرآن الكريم بحلة جديدة قديمة. ولربما تكون الصفة الجامعة لهذه المبادرات الأربعة هو برمجة الحاسوب لأغراض جمالية وتصميمية ولها علاقة بموروثنا الثقافي. والحقيقة إن إنجاز كل مشروع من هذه المشاريع تطلب مني ما لا يقل عن السنة الواحدة من البحث والتعلم والتجربة والحلم. وإن كان الحلم ما يسخر به الكثير مظنة عدم جدواه حيث  نسمع العبارة “إنه يحلم”، إلا أن العبارة “حلم قد تحقق” هي الأقرب في حالاتنا المذكورة هنا.

 قصة المغامرة

بدأت مغامرتي بمهمة تحضير المحتوى. وحيث اني قد وفرت النص القرآني من خلال مغامرة تطبيق “بيان” قمت فيها بمعالجة ملف الوورد الذي نشره موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وتحويله الى ملفا xml، بقي عليّ ان اوفر نصوص التفاسير ومعاني الكلمات في ملفات مشابهة.  فقمت ببرمجة أداة كشط معلومات كما تسمى مخصصة لهذا الغرض وتركتها تزور المواقع وتجمع لي ما أحتاجه من التفاسير ومعاني الكلمات مما كان متوفر لعموم الناس على الإنترنت. وقد كانت برمجة هذه الأداة وتشغيلها دورة رائعة في برمجة تطبيقات انترنت بلغة #C.

أداة كشط المعلومات من صفحات الإنترنيت في وسط منصة التطوير
أداة كشط المعلومات من صفحات الإنترنيت في وسط منصة التطوير

ثم اردفت ذلك بدورة أخرى حول بناء مواقع الانترنت الديناميكية والتي يتم فيها تكوين الصفحات عند لحظة طلب الصفحة من الموقع. وفرض ذلك عليّ تعلم لغة برمجة جديدة هي لغة php كما كان عليّ تحديث معلوماتي عن الـ html والـ javascript وتعلم النسخة الجديدة من برمجة الـ CSS3. ومن الكنوز الصغيرة التي اكتشفتها خلال هذه الجولة من المغامرة هو طريقة بناء مزود خدمة إنترنت على حاسبتي الخاصة أو ما يسمى الـ AMP وهو متخصر لـ Apache, MySQL, PHP. وقد كانت النسخة التي استخدمتها تسمى الـxmapp وهو تطبيق يمكن تثبيته على الويندوز لمحاكاة مزود خدمة الإنترنيت ويمكن بناء المواقع على حاسبتكم دون الحاجة الى خدمة إنترنت حقيقية.

ولكن المفصل الرئيسي الذي جعل المشروع ممكناً هو عبارة الـ font-face@ في برمجة الـ CSS والتي مكنتني من إستخدام الفونت المناسب للنص القرآني. وفيما يلي مثال من شفرة المصدر لكيفية إستخدام الخط الرقمي الذي طوره مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم في المدينة المنورة في صفحات الويب:

<!doctype html>
<html dir="rtl" lang="ar">
<head>
<meta charset="utf-8">
<title>إستخدام الفونتات في صفحات الويب</title>
<style>
/* Typography */
@font-face{
	font-family:'fntUthmani';
	src:url('./fonts/UthmanicHafs1 Ver09.otf') format('truetype');
}
.uthmani {
	font-family:'fntUthmani';
}
</style>
</head>
<body>
	<span class="uthmani">خط المصاحف بالرسم العثماني</span>
</body>
</html>

غذاء العين

كان ابن عمي خالد الحسن يقول حينما أُعلق على اهتمامه بصينية الشاي أيام كنّا نشربه سوية في عصاري بغداد في السبعينات كان يرد عليّ: “العين هم تاكل”، بمعنى أن العين تحتاج الى جمال يغذيها كما يحتاج الجسم الى الطعام. وكلمة “هم” في لهجتنا العراقية مأخوذة عن التركية وهي تعني “أيضاً”. وقد تعرفت يوماً على شخص من أوزبكستان ويبدو أن زهوة مدينة بغداد القديمة كما كانوا يرونها لم تنطفئ عندهم. فهو حينما عرف أني في الأصل من مدينة بغداد أخبرني بمثلين جميلين يتداولها الأوزبك الى هذا اليوم. وأنا أعرف أنكم محبون للأمثال مثلي لذا لا ضير من إنعطافة على طريقة محمد حسنين هيكل لذكرهما. فأما المثل الأول فهو بالأوزبكية “بغداد ده تينجليك” وتقال رداً للسلام وتعني “السلام في بغداد” أي أن المجيب يطمن أنه بخير ما دامت بغداد بخير. والمثل الثاني يستعملونه حينما يبحث الأوزبكي عن شئ ولا يجده فيقول له أخوانه الاوزبكيون: “بغداد ده هم يوك” بمعنى لا تتعب نفسك فإنك لن تجد ما تبحث عنه حتى في بغداد. والشاهد في هذه الأمثال هو كلمة “هم” في المثل الثاني والتي تعني أيضاً كما ذكرنا. ولنعد الآن بعد هذه الإنعطافة الهيكلية الى موضوعنا قبل أن تهربوا الى موقع آخر.

وحيث أن الفرضة بدت مواتية لي بحكم ما منّ الله به عليّ من الخبرة في المجال التصميمي فقد رأيت أن أجرب إمكانية إستخدام العناصر الجمالية التي كان يستخدمها صنّاع المصاحف عبر مسيرة البناء الإسلامي وما قدمته هذه المسيرة الى الإنسانية من فكر وفن. وقد حددت بعض العناصر كزخرفة فاتحة الكتاب وترويسات عناوين السور وعلامات نهاية الآيات وعلامات الأحزاب والأجزاء والخلفية كعناصر تصميمية مهمة، هذا إضافة الى خط كتابة النص والتي قد يكون هو العنصر التصميمي الأهم من بين كل هذه العناصر.

مصدر إلهامي هو المصاحف القديمة التي لم نعد قادرين على عمل شئ مثلها
مصدر إلهامي هو المصاحف القديمة التي لم نعد قادرين على عمل شئ مثلها

ومع أهمية الخط فلم أقم بعمل تصميم خاص له واستخدمت خطاً جاهزاً قام بتوفيره موقع مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم في المدينة المنورة. وذلك بسب تعقيد صناعة خط خاص بالقرآن الكريم وخاصة بالنسبة لمبرمج ناشئ مثلي في صناعة الخطوط الرقمية العربية. ووجدت بعد تجربة الخط أن مستواه الجمالي مناسب إلا أنه مصمم في الأساس للتظهير بواسطة نظام الويندوز حيث ظهرت مشاكل في تظهير بعض الحركات كالشدّة والألف الصغيرة على متصفحات الإنترنت. ويحتاج تصحيح ذلك الى بعض التركيز على هذا الجانب لأجل حل مشكلة التظهير.

خط قرآني جاهز للمطورين من إنتاج موقع مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم في المدينة المنورة.
خط قرآني جاهز للمطورين من إنتاج موقع مجمع الملك فهد لطباعة القرآن الكريم في المدينة المنورة.

وكان التصميم الذي كنت أحلم في تحقيقه ينبع من تصاميم المصاحف المذهبة القديمة. لذا كانت الخلفية التي اخترتها لمصحف الإنترنت تحاكي مادة الرق الذي كتبت عليه تلك المصاحف. واخترت شكلاً زخرفياً لعناوين السور كما قمت بتصميم أداة لتوليد علامات الآيات التي كانت مشكلة تصميمية وبرمجية عويصة نسبياً لأسباب سنقوم بذكرها لاحقاً بإذن الله. وحيث أن الإنترنت له أحكامه من حيث الإمكانيات العديدة  التي يوفرها فقد قمت بعمل إطار مفتوح لاختيار هذه العناصر التصميمية حيث يمكن للمستخدم إختيار العناصر التي تناسب ذوقه البصري من بين بدائل. وبمناسبة الإطار فقد قمت وبكل سعادة القضاء على نوع آخر من الإطارات حيث حذفت الإطار المزخرف الذي يحيط بالنص والذي نجده في عموم مصاحف هذا اليوم لما لهذا الإطار المزخرف من تأثير بصري سئ على صفحة المصحف وطغيانه على النص.

من العناصر التصميمية هو ترويسة السور كإطار لعناوينها. ويمكن للمستخدم إخيتار كل عنصر تصميمي حسب التفضيل.
من العناصر التصميمية هو ترويسة السور كإطار لعناوينها. ويمكن للمستخدم إخيتار كل عنصر تصميمي حسب التفضيل.

المنصة المفتوحة

يعيش مصحف الإنترنت أيامه الأولى كما ذكرت في بداية المقالة. وهو بشكله الحالي يمثل إثبات لفكرة معينة طرأت لي في يوم سابق (الحلم). فإذا استقرت هذه الفكرة فإنها بالتأكيد ستتحسن مع مشاركة الآخرين. لذا يسعدني القول بأن منصة مصحف الإنترنت تستوعب مشاركة ممن يريدون إضافة العناصر التصميمية وتوفيرها لمستخمي الموقع. فلو بقى لنا متسع من الوقت فسأقوم بتأسيس إمكانية المشاركة على الموقع بإذن الله حيث يمكن للمشاركين إرسال العناصر التصميمية والتي ستنشر مع نسبتها الى أصحابها على موقع المصحف كما نأمل ونتمنى على الله.

وختاماً لسنعرض بعض جوانب المشروع:

أدوات التصفح وأخرى للتحكم مخبأة في أسفل الصفحة.
أدوات التصفح وأخرى للتحكم مخبأة في أسفل الصفحة.

من بين ما يمكن التحكم به هو حجم الحرف حيث يمكن تكبيرة لرؤية أوضح
من بين ما يمكن التحكم به هو حجم الحرف حيث يمكن تكبيرة لرؤية أوضح

كما يمكن تصغير الحرف لرؤية أشمل للصفحة وكل حسب تفضيله.
كما يمكن تصغير الحرف لرؤية أشمل للصفحة وكل حسب تفضيله.

ويمكن لمتسخدم مصحف الإنترنت أن يتحكم بتصميم الصفحة وحسب التفضيل.
ويمكن لمتسخدم مصحف الإنترنت أن يتحكم بتصميم الصفحة وحسب التفضيل.

وحيث أنه الإنترنت فحيى الله أدواتها المفيدة. وهنا أداة البحث التي لا يمكن الإستغناء عنها في التطبيقات الحديثة.
وحيث أنه الإنترنت فلا بد من بعض الأدوات المفيدة. وهنا أداة البحث التي لا يمكن الإستغناء عنها في التطبيقات الحديثة.

أداة لتوليد علامات نهاية الآيات من تصاميم الإليسترتور. وقد كانت أدوات الأدوبي قد عوضت قيمة الـخمسين دولاراً ثمن إشتراكي بها.
أداة لتوليد علامات نهاية الآيات من تصاميم الإليسترتور. وقد كانت أدوات الأدوبي قد عوضت قيمة الـخمسين دولاراً ثمن الإشتراك الشهري.

يوفر مصحف الإنترنت إمكانية تعديل طريقة وشكل عرض النص من قائمة خيارات.
يوفر مصحف الإنترنت إمكانية تعديل طريقة وشكل عرض النص من قائمة خيارات.

والحقيقة أن القائمة تعمل كالأدراج التي تنفتح لتكشف ما هو مخزون فيها من الجواهر التصميمية.
والحقيقة أن القائمة تعمل كالأدراج التي تنفتح لتكشف ما هو مخزون فيها من الجواهر التصميمية.

تطبيق مصحف الإنترنت يخفي عمق المحتوى تحت واجهته النظيفة بعدة طرق. فمثلاً معاني الكلمات مخبأة تحت كل كلمة ويمكن عرض معتى الكلمة من خلال الضغط عليها على الصفحة.
تطبيق مصحف الإنترنت يخفي عمق المحتوى تحت واجهته النظيفة بعدة طرق. فمثلاً معاني الكلمات مخبأة تحت كل كلمة ويمكن عرض معتى الكلمة من خلال الضغط عليها على الصفحة.

كما يمكن عرض تفسير الآية والإختيار من بين إهمهات التفسير للوصول على معنى الآية.
كما يمكن عرض تفسير الآية والإختيار من بين إهمهات التفسير للوصول على معنى الآية.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

رحلة الألف ميل

أمثلة الحصان

قد ينطبق أكثر من مثل عن الحصان على  مشروعي الجديد. فمع أن المشروع لا يزال قيد التطوير فقد قمت بإنتاج النشرة الإعلامية له وأحاول توزيعها للترويج عن منتوجنا الجديد. ولا أدري إن كنت بهذا قد وضعت العربة أمام الحصان كما في المثل الغربي أم أشتريت المعلف قبل الحصان كما في المثل العربي. وأظنني أيضاً كمن عثر على نعل حصان فقال: لم يبق سوى ثلاثة نعال وحصان كما في المثل الذي كان يحب أن يقوله أبي، ألف رحمة عليه وتغمده الله في رضاه وجنانه.

بمناسبة ذكر الحصان أحب أن أعرض إحدى رسوماتي من العام 2010. وبدل الحصان لدينا هنا حصانان.
بمناسبة ذكر الحصان أحب أن أعرض إحدى رسوماتي من العام 2010. وبدل الحصان  الواحد لدينا هنا حصانان.

ومهما كان مقدار تطابق هذه الحالات مع حالة مشروعي، فقد كان في تصميم وإنتاج النشرة المتعة والفائدة والتي أحب أن أشارك قرّاء المدونة بها.  فالإنسان إن لم يجن من ناتح عمله شيئاً فلعله يكون قد إنتفع من الخبرة والمعرفة الخارجة في مسار الإنتاج.

المطوية الإعلانية لترويج ناتج مشروعي الجديد. وهنا تظهر المطوية قبل عملية الطي.
المطوية الإعلانية لترويج ناتج مشروعي الجديد. وهنا تظهر المطوية قبل عملية الطي.

وقد تم بناء التصميم من العديد من المكونات التي شملت الصور النقطية (raster images) والرسومات الخطية (vector drawings) منها ما كان ثلاثي الأبعاد. وقد تم إنتاج ذلك بواسطة مجموعة من البرمجيات شملت فوتوشوب وإليستريتور وإنديزاين من مجموعة برامج أدوبي. أما الرسمة الثلاثية الأبعاد فقد تم إنتاجها باستخدام برنامج Sketchup. ولنبدأ بهذا الأخير لنرى كيف كان دور هذا البرنامج في مسار الإنتاج.

الـ S  تنقلك من ketchup  الى Sketchup

لعلي من الأوائل في فصيلي ممن استخدموا برامج التصميم الثلاثية الأبعاد. وهذا يعني أن لدي معرفة بها ولا فخر. وعليكم أن تصدقوا حين أقول أن برنامج Sketchup  من أسهل وأسرع البرامج في تصميم الأشكال المجسمة.

وبالرغم من أن جهاز الحاسوب التجريبي الذي يمثل قلب مشروعي كان متوفراً  وكنت أستطيع أن أضع صورته في النشرة إلا إني فضلت استخدام الرسم لإضفاء الصفة البيانية الناتجة عن الرسوم الفنية. ولا أتذكر مجموع الوقت الذي  قضيته في رسم الجهاز بواسطة هذا البرنامج إلا أن الإنطباع لدي أنه لم يزد على ساعة ونيف.

تم رسم الجهاز في برنامج Sketchup السهل الإستخدام. ويعجبني تحديداً تظهير الحافات بخطوط متباينة الوزن لتبريز التجسيم كما في الحافتين العلويتين في ظهر شكل الحاسوب.
تم رسم الجهاز في برنامج Sketchup السهل الإستخدام. ويعجبني تحديداً تظهير الحافات بخطوط متباينة الوزن لتبريز التجسيم كما في الحافتين العلويتين في ظهر شكل الحاسوب.

والمناسب في هذا البرنامج أنه يتيح لك تصدير الرسم بالشكل الظاهر على الشاشة بصيغة رسم ثنائي الأبعاد وبهيئة eps. وقد قمت بتصدير الرسم بهذه الصيغة الى برنامج إليستريتور حيث قمت بوضع الرتوش الأخيرة على الرسم هناك.

المعالجة ببرنامج إليستريتور

الفَرشة الطباعية في أساسها تصميم هندسي. ويناسب ذلك البرامج الخطيّة (التي تستخدم الخطوط بمقابل البرامج التي تستخدم النقاط) من مثل برنامج إليستريتور. ونفعني هذا البرنامج كثيراً في جمع العديد من مكونات التصميم وتوزيعها على الخلفية الهندسية. وتتضمن المكوّنات الرسمة التي أنتجتها في Sketchup وعالجتها في إليستريتور، كما تضمنت المكونات صور نقطية. وهذه قوة البرنامج حيث يستطيع التعامل مع المكونات النقطية كالصور ودمجها مع المكونات الخطيّة .

تم تصميم الفرشة الرئيسية وجمع المكونات ومن ضمنها الصور النقطية على الفَرشة في برنامج إليستريتور.
تم تصميم الفرشة الرئيسية وجمع المكونات ومن ضمنها الصور النقطية على الفَرشة في برنامج إليستريتور.

ومن المفيد ذكر أن إستعرت المنظومة اللونية من أداة أخرى من أدوات أدوبي من على موقع kuler. حيث تمكنك هذه الأداة من تصميم منظومات لوينة ونشرها على الموقع لاستخدام الآخرين. ويعرض الموقع عدداً هائلاً من المنظومات اللونية التي قام المشاركون بالموقع من نشرها. وهذه طريقة مهمة في استثمار التراكم المعرفي والذي يشارك فيه المهتمون من كل أنحاء العالم. فالحمد لله على نعمة الإنترنيت.

وقد حاولت أن أصمم النشرة كاملةً في برنامج إليستريتور إلا أنني أصدمت بعقبة النص العربي في هذا البرنامج ولا أذكر تحديداً ماذا كانت المشكلة وقد تعجبت من قصور البرنامج في هذا المجال خاصة أن النسخة التي لدي هي نسخة الشرق الأوسط الأصلية. وهنا كان لا بد لي من أن أنتقل الى برنامج إنديزاين.

مرحلة إنديزاين

عقبتان تجعلانني أتردد في استخدام إنديزاين: أولاهما محدودية معرفتي بالبرنامج والثانية هي ثقل البرنامج حيث يطول مجرد تحميله على حاسبتي ذات الثمانية GB من الذاكرة ونظام التشغيل (64 bit). ولكن حينما يتعلق بتنضيد النصوص فإن البرنامج لا يعلو عليه شيء. كما أن توليده لملفات PDF متقن الى درجة ويوفر إمكانية وضع خطوط قطع الورق وعلامة تطابق الألوان ذاتياً دون أي جهد يذكر.

واخترت من جعبة الخطوط التي لدي خطين: للعناوين  خط مريم من تصميم عصمت شنبور وللنصوص خط ياقوت من تصميم نجيب جارودي (لست متأكداً من أسم الثاني فقد ورد مرة أن إسمه نحيب. هل منكم من مصحح؟). واختياري للخطين كان بحكم الضرورة لعدم وجود خطوط مناسبة أخرى. وأنا غير راضٍ تماماً عن خطوط GE من تصميم مراد (ولعله الآن قد تبرأ من هذه الخطوط كما تبرّأ من خط نسيم في مجموعة لتراسيت) وعدم ارتياحي منها لامتدادها الأفقي الغير مبرر.

عموماً تشكيلة خط مريم مع خط ياقوت في الغالب خلطة ناجحة. وقد ذكرني الخطان بتصميم قديم لي وهو غلاف نشرة الصلاة وفي الصورة أدناه مقارنة بين التصميمين.

ما أشبه اليوم بالبارحة. بعد إستخدام خطيّ مريم وياقوت ذكرني تصميم بغلاف نشرة الصلاة التي صممتها في الثمانينات من القرن الماضي. ثلاثون سنة مضت ولا زلت أدور في فلك تصميمي واحد. ولعل المساحات الأفقية والشريط الأسود الذي يعرض الأسم أسفل الغلاف هو الذي يوحد بين التصميمين أكثر من أي شيء آخر.
ما أشبه اليوم بالبارحة. بعد إستخدام خطيّ مريم وياقوت ذكرني تصميم بغلاف نشرة الصلاة التي صممتها في الثمانينات من القرن الماضي. ثلاثون سنة مضت ولا زلت أدور في فلك تصميمي واحد. ولعل المساحات الأفقية والشريط الأسود الذي يعرض الأسم أسفل الغلاف هو الذي يوحد بين التصميمين أكثر من أي شيء آخر.

التصميم جاهز من إنديزاين الى المطبعة. لاحظ علامات قص الورق وتطابق الألوان التي يولدها إنديزاين ذاتياً وبموجب إختيارك.
التصميم جاهز من إنديزاين الى المطبعة. لاحظ علامات قص الورق وتطابق الألوان التي يولدها إنديزاين ذاتياً وبموجب إختيارك. (لمشاهدة ذلك بشكل أوضح، إكبس على الصورة للتكبير)

الى المطبعة

والحقيقة أنا لم أذهب الى المطبعة بنفسي حيث ذهب التصميم فقط الى هناك . وهذا بفضل تقنيتان الأولى هي تقينة ملفات الـPDF حيث يمكن أن  يتضمن الملف كل المعلومات التي تحتاجها المطبعة لتحويل التصميم من الملف الى الورق. والتقنية الثانية هي البريد الإلكتروني، حيث بعثت الملف الى المطبعة بمرفق رسالة إلكترونية. وقد أشفعت الرسالة باتصال هاتفي عبر الهاتف الأرضي كما صار إسمه.

وما مرت إلا أيام قلائل حتى بعث المطبعي المطويات الورقية الى حيث أعمل. ولكن بالرغم من كل هذه الإمكانيات المطبعية المتطورة فقد كانت هناك بعض “المفاجئات” إن صح التعبير. فلعدم توفر أجهزة التعيير اللوني لشاشة حاسوبي فإن الألوان النهائية جاءت مختلفة بعض الشيئ عن التصميم الذي كنت أراه على الشاشة.

مسح ضوئي للمطوية المطبوعة. لاحظ تغير الألوان عن التصميم الأصلي.
مسح ضوئي للمطوية المطبوعة. لاحظ تغير الألوان عن التصميم الأصلي.

الوجه الآخر للمطوية المطبوعة.
الوجه الآخر للمطوية المطبوعة.

أما المفاجأة الثانية فكانت في الطريقة التي تم طي الورق فيها. ونصيحتي الأخيرة هو أنه بالرغم من كل التقنيات التي تسهل عملنا اليوم فلا بد من التواجد والمتابعة المباشرة للعمل إذا كنت تريد النتيجة أقرب ما تكون من الصورة التي في مخليلتك. وقد قرأت في مكان ما أن التواجد يمثل 80% من النجاح. ولعلي أختم بحكمة جديدة قبل إنتهاء العام وهي: مصافحة يد المطبعي خير من إرساله عشرة إيميلات على الشجرة. (على الشجرة لضرورة القافية. كما أنه في النهاية مثل. كما أن المدونة مدونتي وأقول فيها ما يحلو لي – دون خدش الحياء العام أو إغضاب غضنفر)

أرسلت هذه الصورة الى المطبعة لتوضيح طريقة الطي إلا أن الطية الخلفية جاءت بعكس الإتجاه الذي أردته. ولذا كن حذراً دائماً من الإتجاه المعاكس.
أرسلت هذه الصورة الى المطبعة لتوضيح طريقة الطي إلا أن الطية الخلفية جاءت بعكس الإتجاه الذي أردته. ولذا كن حذراً دائماً من الإتجاه المعاكس.

التخصص

إدّي العيش لخبازه (إدّيلو)

ونبدأ بحكمة العدد. حيث لا يمكن للمرء (أو المرأة) التخصص في كل شيء أو حتى الكثير من الأشياء. فالواقع ينبئنا بأن من القدرة البشرية معرفة القليل عن كثير من الأشياء مع معرفة الكثير عن بعض منها، أي التخصص فيها. والتخصص يحقق التقدم. فكل الإنجازات البشرية تكاد تكون من نتاج المتخصصين العاملين في مجالهم ردحاً من الزمن. والتخصص لا يأتي هيناً ويتحقق فقط بعد سنين من الممارسة والإجتهاد في الإتقان.

وفي تجربة قريبة تتعلق بمشروعي البرمجي الذي بدأت الحديث عنه في التدوينة السابقة ظهرت حاجتي الى رمز (icon) للبرنامج الذي أقوم بتطويره. ومع شغفي بهذه الرسوم الصغيرة فقد كنت أعرف أنه ليس باستطاعتي تصميم الرمز وربما تحديداً تنفيذه بالرغم من بساطة الموضوع الظاهرة وبالرغم من قرب الموضوع الى مجال عملي التصميمي. فرأيت أن أبحث عن أهل الإختصاص لأجل عمل الرمز المطلوب.

وجاء محرك البحث Google الى النجدة. وللأمور البصرية كالرسومات والتصاميم أستخدم الجانب الخاص بالبحث عن الصور في هذا المحرك. وجاءت النتائج سريعاً لترشدني الى موقع بندر رفة حيث قام بتوفير رموز جاهزة للكعبة المشرّفة والقبة الخضراء حيث اخترت الثانية لبراعة إظهارها. وقد راسلت الأخ بندر للاستئذان في استخدام الرمز في برنامجي.

تكبير لرمز القبة الخضراء والذي استخدمته في البرنامج الذي أقوم بتطويره
تكبير لرمز القبة الخضراء والذي استخدمته في البرنامج الذي أقوم بتطويره

وتستطيع مشاهدة الرمز في صناديق الحوار التي نشرت نماذج منها في التدوينة السابقة ومثال لذلك الصورة على هذا الرابط.

ما كل ما يتمنى المرء يدركه

ولكن بعد هذا الحظ العاثر (والعاثر هنا من العثور وليس التعثر) تعثر حظي (من التعثر هذه المرة وليس العثور) حينما حاولت أن أجد خطاً مميزاً لإسم البرنامج  من خلال Google وغير Google. ويبدو أن القاعدة في زماننا هذا هو أنه حينما يحتاج المصمم الى خط عربي يناسب حاجة تصميمية محددة فعليه واحدة من هذه:

  • أن يسكب العبرات
  • يطفئ الشمعة ويلعن الظلام
  • يحك جلده بظفره

وقد أعجبني من ذلك الإختيار الثالث حيث شرعت في تصميم خط العنوان بنفسي مبتدئاً من الصفر العربي على اليسار. ولعله كان لزاماً عليّ أن أصمم العنوان بنفسي فأنا في جميع الأحوال مصمم خطوط. أو على الأقل أدّعي ذلك وما هذه المدونة الطويلة العريضة إلا لإثبات ذلك، أو الوصول الى ذلك، قبل ذلك وبعد ذلك.

تبدأ فكرة التصميم بالتخطيطات السريعة على الورق. ولم يتعدى هذا التخطيطين الظاهرين في الصورة حيث قمت بعدها برسم مقاطع الحروف في برنامج إليستريتور. ويلاحظ الإهتمام بتفاصيل إنحناءات حافات المقطع ومن بعد ذلك تم تكوين الحروف من المقطع
تبدأ فكرة التصميم بالتخطيطات السريعة على الورق. ولم يتعدى هذا التخطيطين الظاهرين في الصورة حيث قمت بعدها برسم مقاطع الحروف وتكوين الشكل الكلّي في برنامج إليستريتور.  وآخر مرحلة تكمن في تدشين العنوان في مكانه في التصميم والذي كان هنا المطوية الدعائية للبرنامج.

بدائل تصميمية للعنوان ويلاحظ الإهتمام بمنحنيات المقطع. وقد استلهمت التصميم من عنوان مستشفى جنين في ساحة الإندلس في بغداد. أما النون فقد استوحيتها من الطريقة التي كان مدرس الرياضيات يكتبها وذلك من أيام الدراسة الإبتدائية في الستينات من القرن الماضي. لأنن أحببت شكل النون التي كتبها لم أنسها بالرغم من خمسين سنة مضت. وما الحبيب إلا الحبيب الأول.
بدائل تصميمية للعنوان ويلاحظ الإهتمام بمنحنيات المقطع. وقد استلهمت التصميم من عنوان مستشفى جنين في ساحة الإندلس في بغداد. أما النون فقد استوحيتها من الطريقة التي كان مدرس الرياضيات يكتبها وذلك من أيام الدراسة الإبتدائية في الستينات من القرن الماضي. لأنني أحببت شكل النون التي كتبها ولم أنسها بالرغم من خمسين سنة مضت. وما الحبيب إلا الحبيب الأول.

في أول ظهور للعنوان على الموقع. تصميم بتشكيلة من الألوان الأساسية
في أول ظهور للعنوان على الموقع: تصميم بتشكيلة من الألوان الأساسية. وقد تكون هذه فرصة لتوضيح بعض الجوانب التصميمية  في العنوان.  فترى التقابل في  الأشكال المستقيمة في حروف الألف واللام وحروف الكرسي مع دائرة النون. كما هناك تقابل أيضاَ بين مقاطع الحافات المستقيمة والمقاطع المنحنية. أما الإيقاع فهو واضح في تكرار الأجزاء العمودية في أول العنوان والذي ينتهي بجرس النون. وبالرغم من أن النقاط في الحروف العربية بمثابة التحدي التصميمي إلا أنها في ذات الوقت تمثل فرصة تصميمية حيث يمكن تحقيق الجمال البصري من خلال التقابل في المقياس بين حجم النقطة وحجم الجزء الرئيس من الحرف.

تطبيق لتصميم العنوان في تصميم لصقة. وهنا يظهر العنوان مع خطوط آخرى كخط مريم من تصميم عصمت شنبور وخط نسيم الذي تبرأ منه مراد. وقد قمت بعلاج خط مراد وخاصة النقاط لصياغة عنوان لخدمات الخط والتصميم التي أقدمها.
تطبيق لتصميم العنوان في تصميم لصقة. وهنا يظهر العنوان مع خطوط آخرى كخط مريم من تصميم عصمت شنبور وخط نسيم الذي تبرأ منه مراد. وقد قمت بعلاج خط مراد وخاصة النقاط لصياغة عنوان لخدمات الخط والتصميم التي أقدمها.

تشكيلة آخرى باستخدام صورة للخلفية. وقد تم تنفيذ هذا التشكيل ببرنامج فوتوشوب الذي لا غنى للمصمم الطباعي عنه.
تشكيلة آخرى باستخدام صورة للخلفية. وقد تم تنفيذ هذا التشكيل ببرنامج فوتوشوب الذي لا غنى للمصمم الطباعي عنه.

كن مخترعاً

حكى لي والدي قصة شخص تعرّف عليه حينما شغل والدي منصب الملحق العسكري في السفارة العراقية في واشنطن في مطلع الستينات من القرن الماضي. فقد خطر لهذا الشخص أن يصنع مخروط تنظيم سير المركبات باستخدام مادة البلاستيك. ويقول لي والدي أنه أصبح مليونيراً من وراء هذا الإختراع. ويبدو أن القصة أثرت عليّ حيث أني منذ أن سمعت بها ولحد اليوم أحاول أن أكون مليونيراً باختراع أي شئ ما.

قمع المرور
كيف تربح المليون: إخترع قمع المرور

وأحاول اليوم أن أنشر عدوى الإختراع الى قرّائي الأعزاء. ومع أن هذه المدونة موجهة للمصممين في الأساس، فلا زلت أرى أن المصمم والمخترع يشتركان في صفة الإبتكار. وكل منهما يحاول أن يجد وسائل جديدة تثري حياتنا (مع عدم إهمال إمكانية أن تثري الإبتكارات جيوبهما). والإختراع والإبتكار مهم في حياة الناس. وجوهر الحياة البشرية هو التطور من خلال الإبتكار الذي نقل مستوى معيشة الإنسان من الحياة البدائية الى المدنية الحديثة. والمدنية المتطورة غاية يتطلع إليها الإنسان فها هم شبابنا في الدول العربية يحلمون بالتغرب والعيش في الغرب لا لشئ سوى أن يحظوا بالإنتماء الى مجتمع متقدم حسب تصورهم.

وأنا لا أدعو الى شئ لا أفعله. فكما ذكرت فإن الإبتكار هو شغلي الشاغل. والشاهد على ذلك أول تدوينة في هذه المدونة والتي سجلت فيها محاولتي لصناعة طبعة حروف للإستخدام الهندسي. ومما أستطيع تصنيفه من أعمالي إختراعاً أكثر من تصميم هو محاولتي لصناعة  عبوة تفيد لصرف السوائل اللزجة كالشامبو والمراهم وما شابه. وقد كانت محاولة جادّة استنفذتها لغاية تسجيل الإختراع في دائرة التقييس والسيطرة النوعية العراقية. ولم تفلح جهودي في تسجيل الفكرة مع هذه الدائرة حيث لم أتجاوز معها سوى مرحلة تسجيل الأسبقية وتقييم أولي. ومع أني لم أصبح مليونيراً في هذه المحاولة إلا أني تعلمت الكثير فيما يتعلق بالجهد المطلوب في نقل الإختراع الى حيز التصنيع.

كما أن هذه المدونة تعرض العديد من أعمال المبتكرين والمخترعين في مجال الخط العربي. وقد ذكرت منهم السيد عبدالسميع رجب سالم الذي ابتكر الخط الرقمي في معرض تصميمه لمصحف مصر، وكذلك جوليان بريتون الذي نقل الخط العربي الى البعد الثالث باستخدام الضوء. وقد ألهمتني بعض تسجيلات جوليان هذا على اليوتيوب على إبتكار قلم للأعمال الخطاطية الكبيرة. ففي الوقت الذي يستخدم فيه خطاطونا التقليديون الفرشاة العريضة في خط الأعمال الكبيرة، فإن جوليان يستخدم شيئاً آخر لا أدري ما هو بالضبط ولكنه ويبدو لي كقطعة ورق مقوى أو قطعة من خشب البلسا. والتسجيل التالي يوضح إمكانية إبتكار أدوات خط جديدة (كما يفضح قدرتي المحدودة في الخط).

البيان الختامي

وكملاحظة أخيرة على التسجيل أعلاه، فليس من الضروري أن يكون الإختراع معقداً وتكنولوجياً. فبواسطة الأفكار البسيطة المبتكرة تستطيع إضافة شئ جديد وإن كان قليلاً. ولعل هذا الشئ البسيط يحدث في النهاية فرقاً في تطوير المهنة التي أنت فيها. ولعله يأتي من بعدك من يضيف الى ما صنعت وتنمو الفكرة رويداً حتى تتحقق النقلة أو الطفرة النوعية. وهذا هو أساس التطور الذي يتسابق الناس الى تحقيقه.

أدوات الخط
أدوات الخط: وسّع مجال العمل بابتكار ما هو جديد

وختاماً لا بد لنا من التحلي بروح الإبتكار والإختراع… فإننا إن لم نخترع سلقنا الناس باختراعاتهم.

تقرير WordPress.com عن هذه المدونة

وردني التقرير أدناة من مزود الخدمة لهذه المدونة ورأيت أن أنشرها  لزوارها الكرام حيث يستطيعون مقارنة هذه الإحصاءات مع أنطباعاتي عنها في تدوينتي السابقة حول هذا الموضوع. وقد كانت مفاجأة سارّة لي حينما استلمت هذا التقرير على بريدي حيث أنّي لم أطلب هذه الخدمة بنفسي. وطابعها الإيجابي يشير الى حد ما الى الحركات التسويقية التي تقوم بها هذه المؤسسات. ولكن في مقابل الخدمة المجانية التي نحصل عليها منهم اعتقد أن الأمر يكون في مرتبة “لا بأس”.

ويذكرني هذا التقرير باختبار ذكاء مجاني قمت به على الأنترنت منذ سنين. وكان نتيجة الاختبار بأني متميز في التفكير الشمولي مع ميل الى القضايا البصرية. وحينما يسمع الواحد منا هذا النوع من التقييم ينتشي ويؤيد مؤكداً. ومع أن المثل عندنا في العامية العراقية: “شيّم لعْرُبي واخذ عباتة”، أي شيّم الإعرابي وخذ عباءته، لم تنطلي علي قدرتهم التسويقية في تقديم نتائج تقرير الذكاء المفصل مقابل المبلغ الذي طلبوه. وهكذا لا تزال عباءتي معي.

المهم، قال لي مزود الخدمة:

The stats helper monkeys at WordPress.com mulled over how this blog did in 2010, and here’s a high level summary of its overall blog health:

Healthy blog!

The Blog-Health-o-Meter™ reads Wow.

Crunchy numbers

Featured image

The average container ship can carry about 4,500 containers. This blog was viewed about 15,000 times in 2010. If each view were a shipping container, your blog would have filled about 3 fully loaded ships.

In 2010, there were 27 new posts, growing the total archive of this blog to 28 posts. There were 197 pictures uploaded, taking up a total of 136mb. That’s about 4 pictures per week.

The busiest day of the year was September 27th with 348 views. The most popular post that day was رسالة ماجستير: تايتس نيميث.

Where did they come from?

The top referring sites in 2010 were twitter.com, search.conduit.com, khtt.net, tadwen.net, and graphics4arab.com.

Some visitors came searching, mostly for وسام شوكت, الحروفية, خط ياقوت, خط الثلث, and الخط العربي.

Attractions in 2010

These are the posts and pages that got the most views in 2010.

 1. رسالة ماجستير: تايتس نيميث July 2010
9 comments and 1 Like on WordPress.com,

2. تعريب برنامج أوتوكاد January 2010
2 comments

3. الحروفية في الفن العربي المعاصر – قاعة نبض في عمّان January 2010
2 comments

4. هديتان لك من ناجي زين الدين المصرف April 2010
2 comments

5. كيف تصبح وسام شوكت March 2010
3 comments

هندسة

قد تكون هذه  العدادات التي تحسب عدد الزيارات على المواقع الألكترونية مفيدة. فمن خلالها بدأت أتحسس نوع الطلب على المعلومات المنشورة على هذه المدونة. والشئ العجيب أن أغلب الزيارات المحالة من محركات البحث تأتي سعياً وراء تعريب برنامج أوتوكاد. والذي أستقطب هذه الزيارات هي التدوينة التي نشرتها سابقاً حول أداة قمت بتطويرها منذ بداية التسعينات من القرن الماضي حيث استطعت أن أنشر نسخة صالحة منها للإستخدام مع إصدار أوتوكاد 2000 يومذاك.

نموذج لتصميم غلاف كتاب إرشادات الإصدار الأول

وقد قمت بتحميل الأصدار على عددٍ من المواقع لنشره وظهر بعد مدة أن عدد التحميلات من قبل المستخدمين كان متوسطاً. ولم يتصل بي سوى شخصين حول التعريب. وقمت بمحاولات لتسويق التعريب محلياً في العراق ولم تسدي هذه المحاولات كثيراً أيضاً. ولذلك تركت التعريب لما هو أجدى في وقتها، ولذا فإنني اليوم متحير في أمر هذه الزيارات الجديدة لموضوع التعريب.  ولعله من المفيد أن أعطي هذه الأداة  البرمجية فرصة أخيرة  وأجعلها متوفرة للمستخدمين من خلال هذه المدونة.

ولأجل القيام بذلك  كان لا بد علي أن أقوم بتحوير أداة التعريب للعمل في إصدارات أوتوكاد الحديثة. لم أكن أعلم أني سأعود الى ملفات المصدر القديمة لتطوير هذه الأداة الحروفية. والحقيقة فأن الكثير من هذه الملفات غير متوفر لديّ اليوم فقد تركتها في بيتي في العراق. لقد أجبرتني ظروف هذا البلد المنكوب بشكل مزمن على مغادرته منذ سنين حيث حملت معي ما استطعت حمله ومنها ملفات متفرقة تحوي شفرة المصدر لأداة التعريب. وبشئ من البحث والهندسة العكسية على الملفات النهائية أستطعت أن أنهي خلال الأسبوع الماضي إصداراً سريعاً للتجربة من قبل المهتمين. ولعل هذا الإصدار يمثل أداة نافعة لمن يريد أن يضيف العربية الى رسومات هندسة يراد طبعها.فالشئ المهم الذي يميز أدوات التعريب هي إمكانية طبع الحروف العربية مع مكونات الرسوم الهندسية. وبالإمكان رؤية نموذج من طباعة حروف أدوات التعريب على هذه الوصلة.

يمكن طبع حروف أدوات تعريب أوتوكاد

وللحصول على هذا الإصدار قم بتحميله من هذ الوصلة. وجميع الملفات  في هذا الإصدار مفتوحة وهذه دعوة للمهتمين لتطوير الأداة بالطرق التي يرونها مناسبة أو الأتصال بي لتعديل الأداة بما يناسب الإحتياجات المتخصصة. وفي حالة ثبوت الحاجة الى تعريب أوتوكاد فيمكنني المضيّ بمشروع يمكّن المستخدم من طباعة حروف Truetype التي تظهر على الشاشة في أوتوكاد ولا يمكن طبعها.

وحيث تهدف هذه التدوينة الى تطوير تصميم الحروف العربية وزيادة المعرفة العامة في هذا المجال فلعله من المفيد أن أعيد الى التداول مصمم حروف أوتوكاد الذي أرفقته ضمن الإصدار الأول. ولكن الأمر يعتمد على مستوى الطلب من قبل المستخدمين. وقد يكون من المفيد أن نجري الإستطلاع التالي حول هذه القضية: