حينما يريد الفنان العربي عمل لوحة خطاطية فإن أول ما يخطر بباله هو بناء العمل باستخدام الخطوط التقليدية كالثلث والنسخ والرقعة بل ربما خاصة الخط الحر. وقلما يستطيع تصور إمكانية تنفيذ العمل المطلوب بالخط الطباعي وذلك بالرغم من شيوع الخط الطباعي وغلبته – بالكثرة على الأقل – على الخط العربي التقليدي.
وليس السبب دائماً في قصور الخطوط الطباعية من الناحية الجمالية كما سنرى في الأمثلة التي سنعرضها هنا. فأصل السبب هو الحرمان. نعم الحرمان وربما شئ من التباطؤ في المبادرة أيضاً. فأما من جهة الحرمان فإن فن صناعة الخطوط الطباعية واستعمالها كان محتكراً من قبل الشركات الصناعية والمطابع لفترة طويلة من الزمن. وبالتالي لم يدخل التصميم الطباعي كمادة مهمة في مناهج التدريب الأكاديمي للفنانين والخطاطين ومصممي الجرافيك العرب لصعوبة الحصول على الموارد الطباعية. وأما من جهة الكسل في المبادرة فسنرى كيف أن المصممين من الأقوام التي تستخدم الحرف العربي سبقوا المصمم العربي نفسه في استثمار القدرات التعبيرية للخط الطباعي.
يسمي باسكال موقعه 29 حرف بالإشارة الى عدد الحروف العربية في الغالب. وكما قد تعلمون فإن الناس على خلاف في شأن عدد الحروف العربية بين القائل بـ28 حرفاً والقائل بـ29 باعتبار الهمزة حرف. وأنا شخصياً أكثر ميلاً الى 29 حرفاً لا لأني اليوم أكتب عن باسكال زغبي ولكن لأني أرى أن الهمزة والالف صوتين مختلفين لفظاً ويستحق كل منهما شكلاً كتابياً مميزاً أيضاً. ولكن لا بد أن أعترف أيضاً بأني لست الخبير المحنك في هذا المجال. ومن جانب آخرلا بد أن أقول بأن دراستي للمخطوطات القرآنية القديمة أظهرت لي بأن الهمزة لم تكن تكتب أصلاً ولذا كانت الألف ترمز للألف والهمزة وتلفظ تارةً ألفاً وتارةً همزة بحسب الموقع. والأعجب في المقابل أن معاجم ألفاظ القرآن تصنف الحروف على الهمزة دون الألف، فما هو الصحيح إذن؟ تريدون رأيي: كلا القولين صحيح وليعد كل منّا الى داره سعيداً. والفرحة أيضاً تزيد حينما نعلم أن بعض اللهجات العربية الحديثة قد وجدت فائدة إضافية للهمزة حيث تستبدل مكان القاف للإمعان في الترقيق، كما في المثال التالي:
العراقي: “يا أخي هاية الدنيا كلها مآسي”… المصري: “ليه هو انت مئاسك كم يعني؟”
الحظ يبتسم عدة مرات
قليل من الشباب المصمم للخطوط العربية ممن استعرضنا أعمالهم في هذه المدونة قد أتيحت لهم الفرصة كما أتيحت لباسكال زغبي. فقد توفق باسكال الى العديد من المشاريع المهمة ولعل أشهرها هو اعتماد نظام تشغيل الآندرويد لخطوطه في تعريب هذا النظام.
وقد قام باسكال بتصميم خطين للآندرويد سمي الأول درويد كوفي. وتصفصفحة جوجل فونت هذا الخط بأنه مناسب للتظهير مع الخطوط اللاتينية بنفس الحجم لاتساع فتحاته (في الحروف المغلقة كالميم والعين والفاء والقاف وغيرها) ولارتفاع أسنان السين وحروف الكرسي. وهذه الخصائص تغني المستخدم للنظام من تكبير وتصغير الشاشة لاستيضاح الحروف العربية بحسب قول الصفحة.
وقد شدني تصميم الخط لمظهره الحديث حيث كتبت تدوينة سريعة في هذا الشأن. ولم أكن أعرف حينها أن الحرف من تصميم باسكال. ويبدو أن الأمر لم يدم طويلاً حتى تم استبدال هذا الخط بخط آخر من تصميم باسكال سمي درويد نسخ. ويبدو تأثير حرف ياقوت على التصميم حيث أن خط درويد نسخ من نفس عائلة خط ياقوت.
وفي الصورة أدناه نرى خط درويد نسخ في الإستخدام الحقيقي المصمم له. ويتميز هذا الخط بتفاوت جيد بين الوزن الإعتيادي والثقيل حيث يظهر مكان الوزن الثقيل واضحاً في مساحة النص للتأكيد على العبارات المختارة للعرض بهذا الوزن.
ولباسكال زغبي عدد آخر من الخطوط نستعرض قسماً منها في الشكل أدناه. ولكن أغلب تصاميمه تترواح بين ثلاث نقاط استقطاب. الأول هو خط ياقوت من تصميم نجيب (ربما نحيب أو نهيب – لست متأكداً) جارودي، وهو الخط الناجح الذي شكل مسار العديد من التصاميم الذي تلته، والنقطة الثانية هي أعمال تصميمية في الجانب المتطرف من طيف الخطوط العربية كأعمال نصري خطاروالذي يعيدها باسكال الى الحياة بحماس عقائدي، وأخيراً هناك القطب المؤثر الثالث وهو الحرف اللاتيني حيث تذكر “المزاوجة التيبوغرافية” كما يسمونها حول أعمال السيد باسكال زغبي.
الجرافيتي
وهي الكتابات التي يسرنا أن نراها على حائط الآخرين ونسب من كتبها على حائطنا. وأنا شخصياً حتف من يكتب الجرافيتي على حائط بيتي. أما باسكال فقد وجد من يكتب معه كتاباً عن الجرافيتي العربي، وهو مدخل لم يسبقه أحد من الكتاب إليه. والخط الجرافيتي العربي نمط خطاطي جديد لا يتبع قواعد الخطوط العربية التقليدية وهو على ما أحسب إحدى المبادئ العقائدية عند باسكال. وبمناسبة العقائدية فالجرافيتي هو متنفس أصحاب العقائد المظلومة ومنبر من لا منبر له، كقناة الجزيرة بالضبط.
ختاماً بقي أن نذكر بأن باسكال له أنشطة ثقافية وتعليمية تجدون روابطها على موقعه. ومثال على أعماله قصة الخط والطباعة العربية بحسب روايته على هذا الرابط.
كما أحب أن أنتهز فرصة قدوم عيد الأضحى المبارك لتهنئة المسلمين على صبرهم على بلواهم داعياً المولى رب العباد جميعاً أن يصلح حالنا كله وأن يعيده علينا وقد خرجت الأمة مما فيها اليوم من غمة.
لو كان زمن العمالقة لا يزال قائماً لكان سلطان المقطري واحداً منهم… ولكن زمن العمالقة ولّى وذهب مع أهله (بالمناسبة ظاهرة العمالقة التي سادت في النصف الأول من القرن الماضي ظاهرة مميزة وجديرة بالدراسة ولا أدري لماذا لا يظهر عمالقة اليوم في الفن مثلاً من أمثال محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفي قراءة القرآن من أمثال عبدالباسط عبدالصمد والمنشاوي والحصري).
ويمكن أن نعتبر سلطان المقطري عملاقاً في مجال الخطوط العربية لأنه قد صمم العديد من الخطوط العربية وقد أعتمدت شركة لاينوتايب بعضاً منها كخط ناهية والخط الحر. كما قدم للمواصفات العالمية في مساهمته في مواصفات اليونيكود عن الخط المسند. ثم تصدى بنجاح لرقمنة خط الرقعة وهو عمل هائل لا يقوى عليه إلا عملاق مثله.
إن ما يؤهل السيد سلطان المقطري لهذه المرتبة عدد من المزايا التي يتمتع بها، أذكر منها:
معرفة جيدة بأصول الخط العربي
القدرة على تنويع أشكال الخط الذي يصممه
معرفة جيدة بأساليب إنتاج الخطوط الرقمية
التخصص في مجال نادر كمعرفته بالخط المسند
إلمام بتاريخ الخط العربي
–
وجدير بنا أيضاً أن ننظر الى اليمن الذي جاء منه سلطان المقطري نظرة إكبار واحترام. فمن هذا البلد الصغير الفقير ظهر مؤخراً العدد من العمالقة منهم توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل، وفي مجال الخط العربي ظهر عبدالله فارس صاحب أكثر الخطوط العربية إنتشاراً في المطبوعات، وظهر منه أيضاً ضيفنا لهذا اليوم، السيد سلطان المقطري.
وكما تعودت في هذه المدونة أحب أن أعرض بعض ملاحظاتي على أعمال السيد سلطان المقطري عبر بعض صور أعماله. ولكن قبل ذلك أحب أن أقدم بعض الروابط الى مجموعة من المقالات عن سلطان حيث أن من كتب عنه من قبلي غير قليل (وبضمن ذلك روابط الى مواقعه الشخصية). والروابط هي:
ولعل من أبرز إنجازات سلطان المقطري هو رقمنة خط الرقعة. وهو وإن لم يكن الأول زمانه في هذا العمل إلا أن خطه يتميز عن بقية خطوط الرقعة من قبله بمشابهة خط الرقعة التقليدي الى حد كبير.
ويقول سلطان في مدونته عن هذا الخط أنه يحتوي على 279 محرفاً عربياً ليس منها أي شكل مركب. كما يقول أنه قام تصميم الخط ببرنامج إليستريتور ثم حوله الى برنامج فونت كريتور ومن بعدها قام ببرمجة الخط في برنامج مايكروسوفت فولت. وهذا يوضح مقدرة سلطان المقطري في برمجة الأوبن تايب.
وفيما يلي تسجيلاً للكتابة بخط الرقعة على اليوتيوب:
وقبل أن أختم ومن خلال عودة الى مدونة الأخ سلطان المقطري وجدت له إنجازاً جديدة في غفلة من الزمن لخط جديد يحاكي خط الشاعر الراحل نزار قباني. جمال في جمال.
وكل عام وأنتم وكل الأمة المسلمة بألف ألف خير. هذا دعائي ورجائي الى الله ولن يخيب الله ظنّي إنه لطيف لما يشاء إنه عزيز قدير.
بعد تنسيق بسيط بيننا قدر لي أن ألتقي قبل رمضان مع المصمم المبدع حسين الأزعط. في عمّان. وكانت أمسية جميلة أكتشفت خلالها أن حسين كما يبدو من أعماله المنشورة ملئ بالأفكار غنيّ في العطاء. وقد جلسنا نتبادل الأفكار والمشاريع حيث عرض لي العديد من أفكاره المنفذة والتي يأمل أن ينفدها. وقد تفاجأت مفاجأة سارّة بإحدى مبادرات حسين وهي مبادرة “واجهة” التطوعية والاجتماعية، والتي تهدف لمساعدة المجتمع باستخدام التصميم.
وقد كان من المناسب أن أقوم بتسجيل لقائي مع حسين الأزعط كمقابلة ولكن كم منكم يريد أن يرى كهلاً مثلي يتحدث الى هذا الشاب الموهوب. لذا وعوضاً عن هذا أقتبس هذا اللقاء معه من الإنترنيت لتعريف زوار هذه المدونة بالأستاذ حسين:
ومما أثر فيّ أيضاً في لقائي مع حسين هو كرمه ولطفه حيث أنه قد قرأ في تدوينة سابقة بأني لم أظفر بكتاب التصميم الطباعي لهدى أبي فارس وأحظر الكتاب معه ليعيرني إياه. وحينما سألته كيف حصل عليه قال بأنه حصل عليه مباشرة من هدى حيث أنه يتراسل معها. وغير هدى أبي فارس ممن يعرفهم حسين في مجال التصميم كثيرون فنرى بأنه قد جمع خير الموهبة وخير المعرفة والعلاقات بما هو مثالي لمحترف مقتدر ممن هو مثله.
خلافه: تصميم الخط العربي للمبتدئين
وبعد استمتاعي بإطراء الأستاذ حسين الأزعط بما هو قليل في حقه حان لي أن أعبر عن خيبة أملي في كتاب “تصميم الخط العربي للمبتدئين – الدليل المصور” من إعداد هدى أبي فارس. وبعد الإطلاع على الكتاب حمدت الله أني لم أعثر عليه في جولتي التسوقية في بيروت. فقد أكتشفت أن الكتاب في الواقع مجرد مزحة . ويكفي أن تعرف بأن عنوان الكتاب خادع ولا يفهمك حقيقة المادة التي يعرضها في الداخل. ففي الوقت الذي تظن أن الكتاب سيعطيك معرفة عملية لتصميم الخطوط العربية تكتشف بأنه لا يعدو أن يكون مقالة خبرية طويلة وعريضة عن ورشة نظمتها هدى أبي فارس في دبي بالشراكة مع ستوديو تشكيل. ولا يزيد الكتاب في أن يعرض لك أعمال المشاركين في الدورة من طلاب وصور عن عروض الأساتدة الكرام الذين شاركوا فيها. ويريد أصحاب الكتاب أن تدفعوا 37.5 يورو ثمن الكتاب لتتفرجوا على أعمال المبتدئين الذين دفعوا هم ما يزيد على 1500 دولار ثمن المشاركة في الدورة (وثمن الظهور في الكتاب).
الحق يقال
لربما كنت قاسياً في حكمي على الكتاب وعلى أصحاب الفكرة. ربما. ولذلك لا بد لي أن أقول أيضاً بأني قد قرأت لأبي فارس مقالة تظهر من خلالها معرفة جيدة عن الخطوط العربية. كما أن لها مبادرات جيدة من خلال المعرفة التي تنشرها عن الطباعة العربية من خلال موقعها خط(.)نت. ويبدو أن مبادرتها هنا من خلال هذا الكتاب قد أخفقت. على الأقل في تقديري. ولمن أراد أن يطّلع على الورشة التي تتولد عنها هذه الكتب فيمكن أن يحكم بنفسه بعد زيارة موقع تشكيل.
قرأت في مكان ما أن العداء المتميز يولد أكثر مما يُنشأ، بمعنى أن العداء المتميّز هو حقاً نتيجة قدرات أودعها الله سبحانه وتعالى في خلقه ومن ثم يأتي التمرين والجهد اللذان يصقلان هذه الموهبة وينمنيانها لتخرج بعد ذلك بأعلى مستوياتها. وفي رأيي أن هذا ينطبق على المواهب الذهنية والبدنية على حد سواء وبضمنها مواهب التصميم.وقليلة هي المواهب في مجال التصميم الطباعي العربي. وكما حاولت بيانه في تدوينات سابقة فإن مجالات إستثمار الموهبة العربية قليلة وأقرب الى المعدومة. ولكن مع هذا أجد بعض المواهب العربية تبرز هنا وهناك في بعض الأحيان. ومن بين المواهب التي عثرت عليها على النت مؤخراً وأعجبتني هي أعمال المصمم الأردني حسين الأزعط. ولحسين موقع على الإنترنيت يمكن الوصول أليه من هذا الرابط. وقد وضع حسين أعماله في ملف PDF أنيق يمكن تحميله من هذا الرابط. وقد أخذت بعض الأعمال من هذا الملف والتي أعرضها لكم فيما يلي مع التعليق:
والمميز في حسين الأزعط هو قدراته في الخط إضافة الى الحس التصميمي والإبداع في تصميم الحروف الطباعية. ويعجبني طراز خطه الحديث الذي يذكرني بخط حسن المسعودي الذي كتبنا عنه سابقاً. ويميز طراز الخط هذا الضربة العريضة والواسعة والتي تتباين مع نهايات وخطوط دقيقة. وخشونة حافات الخط غاية مقصودة وهو أسلوب تعبيري حديث له تسمية في الإنجليزية (grunge) وتتناسب هذة الخشونة مع الغاية في إظهار حركة الخطوط السريعة.
ومن المداخل التي أراها مناسبة للمصممي الحروف العربية هي استخدام الحرف في العلامة التجارية. وهنا يمكن استثمار رغبة الشركات التجارية في التميز لتمويل فكرة تصميمية لخط طباعي جديد. واستخدام مشاريع تصميم العلامات التجارية لتصميم الحروف العربية يتعدى مسألة التمويل. فالمشروع نفسه يعد بمثابة حقل لتجربة فاعلية هذا الخط. كما أن المهمة سهلة في البداية حيث أن الامر يتطلب تصميم الحروف الداخلة في الأسم التجاري فقط.
ونختم مقالتنا بتمنياتنا لحسين الأزعط بالنجاح الباهر بعون الله وقوته.
لا تستخف بما تحسبه هين فقد يظهر منه ما لم تكن تتوقع أبداً. وقد كان لي زميل في دراستي الثانوية ضئيل الحجم اسمه خالد أيضاً. وكلما نظرت إليه وجدته يسحب نفساً من سيجارته التي كان قد أشعلها من عقب السيجارة السابقة لها. حتى إذا جاء يوم نشاط اختراق الضاحية الذي نظمته المدرسة واشترك فيه أغلب الطلاب اكتشفت المواهب الدفينة في خالد هذا. فقد كنت أركض في السباق جاهداً في الوصول الى النهاية وإذا بخالد هذا يمر من جانبي كالدراجة البخارية. ولم أتمالك نفسي حين لقيته في نهاية السباق حيث قلت: “فما بال هذه السجائر التي لا تنفك تدخنها؟”.
وهذا هو اليمن كذلك، أقّل الدول العربية تنميةً ويخرج منها من أمثال توكل كرمان التي حازت على جائزة نوبل وعبدالله عبدالكريم فارس الذي صمم خطاً طباعياً واسع الإنتشار وهو خط منى. وإن كنت في المحيط العربي الآن فلن تتجشم عناء لترى نموذجاً من هذا الخط من حولك في شكل ما، إما على إعلان أو مطبوع أو نشرة أو علامة ما في محيطك الحالي. خذ لك نظرة على ما حولك الآن وفي هذه اللحظة وستفهم ما أقصد.
وأنا أقرر سعة انتشار خط منى على مشاهدتي الخاصة وليس على أساس إحصائي معين وليس أيضاً على ما يدعيه عبدالله فارس نفسه من أن خطه يستعمل في 80% من المطبوعات العربية. وأحب هنا أن أقتبس من الأخ محمد حسن الشنقيطيالذي قام بإحصائية عن استعمال الخطوط في المطبوعات الإعلامية في عدد من الدول العربية حيث كانت النتائج كما يلي:
مصر
حوالي 78% من المطبوعات المختارة تستخدم “ياقوت” (دمشق) والنسب الباقية لم يكن لـ “منى” فيها النصيب الكبير
الكويت
63 % ياقوت 37% منى والبقية خطوط حصرية لم تتوفر اسمائها
السعودية
56 % من العينات تستخدم “منى” وحوالي 28% لـ “ياقوت” في الصحف اليومية أساساً والبقية خطوط لم تتوفر اسمائها حصرية ببعض الصحف وخطوط أخرى.
المغربالعربي
74 % “ياقوت” (معروف في المنطقة بـ “الجزائر”) و 16% منى والبقية خطوط أخرى منها خط شبيه بياقوت لم يتوفر أسمه ويتميز عنه برفع طرف المحارف حـ ، جـ إلخ..
السودان
59 % ياقوت 33% منى البقية خطوط أخرى لم تتوفر اسمائها
لبنان
72 % ياقوت 10% منى وحوالي 18% خطوط حصرية بصحف عريقة لم تتوفر اسمائها
الإمارات
77 % منى 16% ياقوت والبقية خطوط أخرى
الأردن
33 % خطوط حصرية أو خاصة لم تتوفر اسمائها (الاردن البلد العربي الوحيد الذي اشارت الدراسة لعناية الصحافة فيه بالخطوط الخاصة والمرخصة) 48% ياقوت و 19% منى
دول عربية أخرى
منها ليبيا، اليمن، سوريا كان لمنى النصيب الأكبر فيها، بينما قطر كانت هي الدولة الخليجية الوحيدة التي وصل نسبة استخدام خط منى فيها تحت الـ 38% و20% خطوط حصرية لم تتوفر اسمائها.
وسأحاول في هذه المدونة أن أشير الى النواحي الجمالية التي ساعدت على انتشار خط منى، ولكن أولاً عليً أن أعبر عن تعجبي من المستوى الجمالي الضعيف في موقع عبدالله فارس. فالفرق بين المستويين واضح وهذا يدفعني الى وصف عبدالله فارس بالمخترع أكثر من وصفه بالمصمم. وأراه قادراً على حل المشاكل التصميمية والإيتاء بحلول إبداعية مهما كان نوع مجال المشكلة. والدليل على هذا المجالات المختلفة التي يعمل فيها عبدالله فارس. وهو على موقعه يروج الى إبداع آخر من إبداعاته وهو محرك البحث الصوتي المتعدد اللغات Cyrsh.
ولا يخلو موقع عبدالله فارس من الطرافة. ولا أقصد بذلك قائمة النكات بالإنكليزية التي جمعها على الموقع. فالذي أضحكني أكثر هو الصفحة التي يشرح فيها عبدالله عبدالكريم فارس دون أن يسأله أحد عن معنى أسمه بالتفصيل الممل. ثم هو يقتبس من القرآن أيضاً الآية “نحن أولو قوة وأولو بأس شديد” لعله يصف بها قومه من السبأيين اليمنيين. ولا أدري في أي صف يقف عبدالله فارس في اقتباسه هذا. هل هو صف الموحدين المؤمنين بالقرآن أم في صف عبدة الشمس من قوم الملكة بلقيس؟ على كل حال فقد ذهب الأجر الى أبو عمّار الذي جاءنا بفكرة القوم الجبارين.
ومع تصنيفي لعبدالله فارس بالمخترع فلا يزال يتمتع بجوهر ما يجب أن يكون عليه مصمم الخطوط العربية ألا وهو الإرتباط. فعلى خلاف “عمداء” مصممي الخطوط العربية من أمثال باسكال زغبي ونادين شاهين ومراد بطرس فإن عبدالله فارس يعيش العربية – على الأقل أكثر مما يعيشه العمداء، أو بالأحرى يتعايشه العمداء الذين ينظرون الى العربية كما ينظر إليها جون هدسنأو فايونا روسأو حتى توماس ميلوالذي له عن العربية كلام جميل. وقد مكن هذا الإرتباط لعبدالله أن يترجم خصائص الحروف العربية الى خط منى بوضوح مما ساعد في قبول حرف منى وانتشاره هذا الإنتشار الواسع.
مزايا خط منى
لا بد للإنتشار الواسع لخط منى من أسباب، نذكر منها:
قرب تصميم حروف الخط من الأشكال الأساسية للخطوط العربية التقليدية. فشكل كل حرف من حروف خط منى هو ما تريد رؤيته لذلك الحرف. وهذا كما ذكرنا نابع من ارتباط المصمم الوثيق بالحروف العربية وتفسيره الصحيح لها.
التناسق والتوازن في الشكل والحجم بين الحروف على عموم الخط
الحداثة. فالخط له طابع حديث بالرغم من تمسكه بأصول الحرف العربي. ولعل طابع الحداثة في خط منى ناشئ من استخدام قاعدة حروف صلبة ملتصقة بخط السطر مع زيادة نسبة ارتفاع الحروف الواطئة الى الحروف العالية (كالألف واللام والكاف)
جمال تفاصيل بعض الحروف كتفصيل إلتقاء الجيم حاء خاء من الأمام وكذلك الكاف التي تقف بأناقة والتاء-هاء النهائية الكاعبة (من الكواعب).
ثم يجب أن لا ننسى دور برنامج “الناشر الصحفي” على حاسوب الماكنتوش الذي صمم الحرف من أجله. فالبرنامج مع الحاسوب كانا أساس كل دار نشر وطباعة في العالم العربي عند تحول الطباعة الى الحواسيب الشخصية والتنضيد الرقمي في مطلع التسعينات. وقد يكون هذا العامل هو من أكثر العوامل أهمية، خاصة في المراحل الأولى من إنطلاق هذا الخط. وعامل المنصة هو العامل الذي ساعد في رواج كل من حرف ياقوت والحرف الجديد والذين انتشرا بفضل منصة اللاينوتايب في الزمن الماضي.
أحب \ لا أحب في خط منى
أحب جلوس الجيم-حاء-خاء على خط الإتصال الأمامي
أحب قاعدة الخط الشريطية المستقرة على السطر
أحب الهاء الناهدة
لا أحب الدال المنفصلة فهي تبدو صغيرة ومبتورة النهاية (الدال النهائية أحلى وإن كان فكها السفلي ممتد كثيراً مع زيادة في الناب الناتئ منه)
لا أحب الـ”في” بهذا الشكل. فهي تظهر ناشزة في نسيج النص
وكل قوي للزمان يلين
ترتبط الطرز التصميمية بعموم مظاهر الحياة الأخرى لتولد ثقافة متميزة. والطرز التصميمية أصبحت العلامة الفارقة للثقافات عبر الزمان والمكان. وينطبق هذا على التصميم الطباعة الى حد كبير. فمن الطراز الطباعي تستطيع في الغالب أن تميز الفترة الزمنية أو البيئة الجغرافية التي ينتمي إليها هذا الطراز. وفي هذا الصدد أرى أن مزايا شعبية خط منى أصبحت العدو الأول للخط نفسه. فكثرة استخدام ونقل هذا الخط ومشاهدته على كل شئ من يافطات محلات الحلاقة وحتى عناوين الوفيات في الصحف قد حول هذا الخط في النهاية الى…خط شعبي.
وتجاوزاً للتحليلات الفلفسية حول موضوع “الشعبية”، فإننا اليوم أصبحنا بحاجة الى “موضة” جديدة. فقد تشبعت أعيننا برؤية هذا الخط وأصبح لزاماً على المصممين أن يتفوقوا على خط منى بشئ جديد. فالتغييرات من حولنا تتزايد وأصبحنا اليوم نعيش ظاهرة الربيع العربي في حين الخط المميز لعصرنا، خط منى يعيش خريفه.
يستغرق الخطاط عثمان طه في رسم المصحف سنتان ونصف في حين أن الأمر قد يستغرق عبد السميع رجب سالم المتخصص في الجرافيكس وجودة الطباعة بضعة أسابيع أو أيام أو ربما ساعات إن لم نأخذ بنظر الاعتبار الوقت المستغرق في تصميم حروف المصحف. وتصميم الحروف هو جوهر الإبتكار الذي طوره عبدالسميع والمتمثل في مصحف مصر.
وعبدالسميع رجب سالم مواطن مصري من مواليد عام 1968. وأول عمله كان في مطبعة والده كـ”صفّيف” حروف حيث كانت تلامس يده حروف الخط الأميري الذي ولّد عنده حب الخط العربي. والمصريون محظوظون في تعاملهم مع الخط الأميري الجميل الذي ألهم عدداً من المصممين لإنتاج أعمالاً ابتكارية. وقد حفظ لنا خالد حسني – وهو من مصر أيضاً – نسخة رقمية من الخط الأميري في عمل جميل يمكن تحميله من الوصلة التالية.
والذي لفت نظري في عمل الأخ عبدالسميع هو التوازن الكبير في حروف مصحف مصر وقربها من خط مصحف المدينة من عمل الخطاط عثمان طه. وقد دعاني هذا للإتصال به لمعرفة المزيد عن هذا العمل مما آل الى إتفاق بيننا على عمل مقابلة له ونشرها على هذه المدونة لإفادة الشباب من خبرته. واعتذر الى عبدالسميع أولاً والى قراء المدونة ثانياً لعدم أمكان نقل أقواله كما وردت في المقابلة حيث أنها كانت المقابلة الأولى التي أرتبها ولم أحسن نقل حوارها. ولذا رأيت أن أترجمها بشكل مقالة مع المحافظة قدر الإمكان على الجو التحاوري.
الحاجة أم الإختراع
حينما طلبت من عبدالسميع التحدث عن بدايات فكرة مصحف مصر وعن الذي دعاه الى هذا المشروع بين بأن الحاجة كانت في طباعة جزء عمّ للأطفال حيث لاحظ أن استنساخ صفحات المصحف المخطوط لم يأت بنتيجة مرضية ودفعه هذا الى الحل الطباعي وشيئاً فشيئاً تولد مصحف مصر.
وقد عانى عبدالسميع من الخطاطين التقليديين الذين لم يؤمنوا بجدوى استخدام الحاسوب في تظهير حروف المصحف. وقد نتجت محاولات عبدالسميع في النهاية الى ابتكار أداة مكّنته من انتاج حروفاً جميلة وأصيلة لمشروعه. وتختلف طريقة توليده للحروف الطباعية عن طريقة رسم الحواف الخارجية للحرف من حيث أنها تعتمد على ضربة القلم وذلك من خلال عمل مسارات إليستريتور تختزن خصائص ضربة قلم الخط وتحاكي طريقة رسم الحروف العربية بالخط اليدوي.
وقد استخدم عبدالسميع أداة الرسم الرقمي (digitizer) وحولها الى أداة الخط الرقمي، إن صح التعبير. وقد دفعني هذا لسؤاله عن الأدوات التي يستخدمها حيث أفاد بأن أداته المفضلة هي برنامج إليستريتور. ويبدو أنه طوع البرنامج للعمل مع أداة الرسم الرقمي لخدمة الفكرة والحلم الذي راوده وترجم الفكرة الى عمل.
وحينما سألت عبدالسميع سؤالي الأخير عن مشاريعه المستقبلية حدثني عن أفكاره في عمل الخطوط الطباعية التي تُمكّن من تظهير النصوص الشرعية طباعياً على الورق وعلى الشاشة. ومن خلال عرضه تعرفت الى أنواع خط النسخ حسب تقسيمه حيث يحدد عبدالسميع أربعة أصناف لخط النسخ تتدرج من خط اللوحات الفنية الى خط المصحف الى النسخ السطري الى خط النسخ الحديث.
وبالإضافة الى براعة عبدالسميع في عمل الخطوط المناسبة للنصوص الشرعية والتراثية فإنه يبرع كذلك في عمل الخطوط المناسبة للإستخدام الطباعي المعاصر من صحف ومجلات وغيراها. ومن بين خطوطه في هذا المجال هو خط النسخ السطري والذي يقول عنه عبدالسميع أنه أكثر اقتصاداً في المساحة من خط ياقوت وخط منى الشائعين في هذا المجال.
(رسمة خط النسخ السطري abdoline).
وأجدني مضطراً الى إنهاء مقالتي على نغمة حزينة. فقد تتسائل عن سبب عدم ظهور نتاجات عبدالسميع الى الواجهة العامة للطباعة والإعلان في الوقت الذي نجد أعماله تضارع منتجات شركات عالمية من مثل لاينوتايب وغيرها. ومن المعروف أن الشركات العالمية لها سياساتها في اختيار الأعمال غالباً وسياسة هذه الشركات مبنية على أساس “من” عملها أكثر من أي أعتبار آخر. وهذا شئ تستطيع المؤسسات المتنافسة عمله في سوق غير منافسة من مثل السوق العربية. ولكن من غير المعروف متى تتغير آليات السوق العربية لتتيح الفرصة لإبداع الشباب من مثل الأخ عبدالسميع للإيتاء بثماره. وهذا سؤال أطرحه الى راسمي السياسات وأهل الحل والعقد في مجال التنمية في العالم العربي. فقد أصبح الشعار اليوم: الشعب يريد إنشاء النظام.
وللإطلاع على المزيد من عمل عبدالسميع رجب سالم جرب الروابط التالية:
قضى عصمت شفيق شنبور على خط الرقعة في عناوين الصحف العربية بالضربة القاضية. كان ذلك في منتصف الثمانينات حينما أطلقت شركة لاينوتايب “الحرف الجديد” مع نظامها الطباعي الذي كانت أغلب الصحف العربية تستخدمه آنذاك. وقد كانت عناوين الصحف قبل ذلك تخط بقلم أمهر خطاطي البلد بخط الرقعة. ولا أدري ماذا حصل للخطاطين أمثال سيد أبراهيم خطاط جريدة الأهرام بعد دخول الحرف الجديد وانتفاء الحاجة لهم.
ولم يكن هناك قبل الحرف الجديد خطاً طباعياً عربياً بوزن ثقيل يصلح للعناوين الصحف الرئيسة. ولذا ظل خط الرقعة القوي يستعمل في العناوين حتى ظهور حروف عصمت شنبور حيث اصبح بالأمكان شمول العناوين مع النص في عملية تنضيد متجانسة دون الحاجة الى عمليات تحويل خط الرقعة من عمل الخطاط الى فيلم المونتاج.
وقد توفق المصمم عصمت شنبور في المزج بين طابع الحروف الطباعية المعدنية وبين أسلوب كتابي شاع بين هواة الخط من الشباب في ذلك الوقت. ويعتمد هذا الأسلوب على تثخين قاعدة الحروف بما يعطيه الوزن المناسب لاستخدامه في العناوين.
ولكن عصمت لم يكن هاوياً حيث برع في صياغة كل حرف في تناسق يندر أن تجده في تصاميم الآخرين. وقد توج عصمت شنبور تصميمه بإنجاز آخر هو خط مريم كما برع في توزيع عناوينه باستخدام الحرف الجديد مع حرف ياقوت للنصوص كما بينت في تدوينتي عن هذا الحرفالأخير الناجح أيضاً.
وقد بنى عصمت شنبور حروفه على أسس خط النسخ التي تنساب أفقياً على السطر على خلاف خط الرقعة الذي ترتفع وتنخفض حروفه بحسب التشكيلات الحروفية. وقد كان من الصعب حينذاك محاكاة هذه التكوينات التي تناسب الكتابة باليد أكثر من مناسبتها لأساليب التنضيد الطباعي في ذلك الوقت.
إلا أننا قد نشهد عودة البطل القديم خط الرقعة. فمع تطور أساليب تنسيق الحروف آلياً وظهور تقنيات جديدة كالأوبنتايب (OpenType) تزداد الفرصة لتكوين خطوط طباعية تحاكي خط الرقعة العتيد. وها هو سلطان المقطريقد بدأ هذا المشروع في محاولة “رقمنة” خط الرقعة كما يسميها. ولست متيقناً إن كان سلطان قد أنجز هذا المشروع حيث لا يزال يذكر ضمن المشاريع على موقع المقطري.
بالرغم من أني لم أقابل محمد الحسن من موريتانيا إلا أنّي أحبه. فهو مثال الشاب الغيور المبدع. فمع إنجازاته الرائعة في تصميم الخطوط العربية فله إسهامات لطيفة على موقعهوإن كان الموقع مهملاً على ما يبدو منذ عام 2007 بحسب ما يظهر من تاريخ المقالات والمداخلات الظاهرة على الموقع. ومحمد الحسن بدأ التصميم حديثاً في السن. وبالرغم من السنين الطويلة التي قضيتها أنا في حرفة التصميم فقد تفوق محمد حسن عليّ في أيصال أعماله الى مستوى تسويق تجاري مقبول. ومحمد الحسن يستخدم الكوريل درو ويتحزب له بحماس ضد أدوبي وبرنامجهم الإليستريتور حيث يرى أن الأرض لا تتسع لكوريل درو والأليستريتور معاً.
وقد لا تشاركون محمد الحسن رأيه في كثير من الأمور ولكن من ناحيتي فأنا أتفق معه تماماً حول مشكلة نسخ الفونتات التي اشتكى منها. والحقيقة أن سياسة محمد الحسن في توزيع فونتاته تدعو للإعجاب. فقد قام محمد الحسن بجعل ما يزيد على 15 من خطوطه العربية متاحة للتنزيل والأستخدام الفردي. ومحمد الحسن من المعجبين بمصمم الحروف اللبناني مراد بطرس الذي على نقيض محمد الحسن له سياسة أخرى في توزيع حروفه (انظر الى مفاجأة مراد حول Free Fonts على هذه الوصلة). وقد ساعدت طريقة توزيع حروف محمد الحسن على انتشار شعبيته بين الشباب العربي المحب للمجّان والذي صار يثني على محمد حسن ويرسل له على موقعه: “المزيد، المزيد من المجّان”. ولكن يبدو أن الذي جعل محمد الحسن يسخط في النهايةهي هذه المؤسسات ذات الميزانيات والمصروفات والتي قامت باستخدام خطوطه بشكل مخالف للشروط التي وضعها محمد حسن على استخدام هذه الخطوط.
وقد حاولت أن أشير الى بعض أسباب المشاكل التي يعاني منها المبدعون من أمثال محمد الحسن في البيئة العربية في تدوينتي السابقةعن المواقع العربية. وليس من عجب أن يفر المبدعون بعقولهم الى الغرب حيث الفرصة أكبر في تحقيق أحلامهم. بل حتى مع الحروف العربية الفرصة في صناعتها في الغرب أفضل. وهكذا نضل أمة بلا مبدعين، أمة تأكل ما لا تزرع وتلبس ما لا تصنع وإليكم هذا الإختبار البسيط. أنظر الى ما حولك أين ما كنت الآن وأجب على سؤالي: كم منه صنع في بلدك العربي وكم منه مستورد؟
ولكن أرجوكم أن تجففوا دموع الحزن على مبديعنا وتعالوا معي لنعد الى ما هو “فرايحي” أكثر، ألا وهي حروف السيد محمد الحسن. ويلاحظ من مجموعة الفونتات التي جمعتها لكم في أدناه أن محمد الحسن يبرع في تصميم كل من الحرف الطباعي للنصوص (لبنان، أيجيبت، صحافة، تايبوغرافيا) والحرف ذو الطابع الهندسي (السعودية، تونس، أكستندر، وغيرها). وقد حاولت أن أجمع وصلات التنزيل لكل من أنماط الحروف التي وفرها محمد الحسن في القائمة أدناه. ويبدو أن له مجموعة أخرى(نظام الخطوط الذكية) يحرص عليها كما تحرص قناة العربية على حروفهاويبدو أنه للحصول عليها يجب الإتصال به مباشرة. وعلى كل حال أرجو أن تراعوا شروط السيد محمد الحسن حول استخدام هذه الحروف وتبقوا في أذهانكم الجهد الكبير الذي بذله في صناعتها، وأتمنى لكم أسبوعاً ممتعاً مع حروف محمد الحسن.
أرسل اليّ أحد الزملاء في العمل خبراً من جريدة الصباح العراقيةبشكل صورة منسوخة عن الجريدة المطبوعة. ولقت نظري التصميم الطباعي المميز والحروف الطباعية الحديثة المستخدمة في هذه الصحيفة. لم أستطع أن أميز إسم الحرف الطباعي فحاولت أن أبحث عنه في الإنترنيت… ولكن كيف؟ كلما احتجت الى معلومة أبدأ من كلمة أساس ومن خلال محرك بحث Google أبدأ في التجوال في النصوص والصور حتى أصل الى مرادي.
وأول ما بحثت عنه في هذه المهمة هو موقع جريدة الصباح. لم أكن أتوقع أن يظهر الموقع الحروف الطباعية التي أبحث عنها على صفحاته فصفحات الأنترنيت تصمم على أساس حروف طباعية محدودة. ولكني كنت أبحث عن صفحات الجريدة بهيئة PDF والتي تقوم الصحف بنشرها عبر الموقع. والحمد لله وجدت مرادي هناك. وبعد تحميل إحدى ملفات PDF ظهرت لي ولحسن الحظ كما هي مطبوعة على الجريدة الورقية. وتستطيع أن تستعرض الملف على هذه الوصلة.
وحينما فحصت الملف أسعدني أن الصفحات كانت نصيّة وليست صورية، بمعنى أن الصورة الظاهرة من الملف تكوّن من أصل نصّي مخزون فيه وليست منسوخة أو مصورة عن الصفحة المطبوعة على الورق. وطريقة معرفة ذلك تكون حينما تستطيع أختيار مقاطع النص بواسطة أداة الإختيار في برنامج أدوبي ريدر (Adobe Reader). وتقنية ذلك تكمن في أمكانية تضمين الحرف الطباعي في ملف PDF مع النص. وبرامج أدوبي التي تظهّر صفحات النص لا تظهر أسم الحروف الطباعية حيث ذلك ليس من شأنها.
فرجعت الى محرك البحث وعبر استخدام البحث الممثل على هذه الوصلةوجدت أداة تستطيع استخراج الحروف الطباعية المضمنة في ملفات PDF. وعند تحميل هذا البرنامج (Alsoft FTMaster) ظهرت لي أشكال أطقم الحروف المستخدمة في الملف واكتشفت أخيراً أسماؤها فلم يبقى سوى استخدام هذه الأسماء وعبر محركات البحث للوصول الى مصدرها والذي كان هذا الموقع الذي يحوي أيضاً أطقم حروف عربية قابلة للتحميل والأستخدام. وصاحب الموقع ومصمم حروفها هو محمد حسن، أو هكذا أسمه على ما يبدو. فالموقع بالأنكليزية وهو يسمي نفسه (Hacen) وهو موريتاني على ما يبدو. وسأفرد مدونة مخصصة لحروفه وموقعه حيث أن هناك الكثير مما هو مثير للإهتمام على موقعه. وعليكم أن تطلّوا على الموقع عبر هذه الوصلة.
ثروة عظيمة هناك على الإنترنيت أتمنى من شبابنا العربي أن يستفيد منها.