السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لربما تأخرت بعض الشئ على قرائنا الأعزاء في مواضيع جديدة حول الخط والطباعة العربية. ولهم الحق باعتذار منّي فالتأخير كان بسبب الإنشغال وما كان من قلة في المواضيع. وحيث أنّي قد قضيت بفضل الله القدير العديد من إحتياجات العمل والبيت التي شغلتني فقد أصبح الآن في مقدوري إستئناف الكتابة في مواضيع تكون إن شاء الله مفيدة.
وأريد اليوم أن أستعرض سريعاً ما يدور في بالي من مواضيع والتي أسأل الله أن يوفقني الى التوسع فيها في القريب العاجل.
الموضوع الأول: دروس في تصميم الخطوط الرقمية
وهذه سلسلة من الدروس التي أقوم بتحضيرها وذلك من حصيلة ما جمعت من معلومات متوفرة على الإنترنيت مع تطبيقها في تصميم خط رقمي أطلقت عليه أسم “بانية”. وقد ترددت في استعمال الأسم الذي أطلقته على الخط حينما صممته أولاً في نهاية التسعينات من القرن الماضي لبرنامج أوتوكاد حيث كان اسمه حينذاك “كوفي حديث”. وكان الدافع لهذه التسمية في ذلك الوقت هو إنتهائي قبل ذلك من تصميم خط كوفي هندسي تقليدي حيث رأيت وقتئذ أنني يمكن ترجمة بعض خصائص ذلك الخط القديم الى خط حديث وبالتالي جاء الربط بين “كوفي” و”حديث”. ولكن اليوم وبعد أن رأيت العديد من الخطوط الهندسية التي سُميت بهذا الأسم رأيت أن أختار له اسماً أكثر خصوصية. وبعد تفرسي في الخط جاء الأسم من حبة البامياء لتشابه ضربة الخط مع ثمرة البامياء. ثم أضفت الى الطبخة عنصر الفكاهة فصار الأسم “بانية” كما يسميها بعض الناس في حيينا.
وسنبدأ الدروس بتوضيح لبعض المبادئ الأولية حيث نتدرج بعدها في الشرح في محاولة لتغطية كافة التفاصيل بقدر ما نستطيع وبتوفيق من الله.
الموضوع الثاني: الخط الكوفي القديم
هناك العديد مما يجب أن نعرفه ونتعلمه عن الخط الكوفي القديم. وقد سلب الإستعمار الذي يسيطر على الأمة العربية والإسلامية منذ ما يزيد على قرنين من الزمان تراثاً ثميناً من خلال سرقته للمخطوطات والآثار القديمة. وقد أدى هذا الفصل بين الأمة وتراثها الى جهل عندنا في العديد مما يتعلق بنشوء الخط العربي. وترى أن الكثير من المتخصصين في الخط من العرب يهمل الخط الكوفي القديم لقلة ما هو متوفر له من المعلومات عنه.
ولا يزال الخط الكوفي عرضة للسرقة من قاطعي طريق عديدين. ومن أغبى المحاولات التي مررت عليها هو محاولة هذا المتخصص الإيراني نسبة تطوير هذا الخط الى الأمة الإيرانية كما في هذا التسجيل:
ويبدو أنها محاولة متكررة بالية حيث تذكر المتخصصة شيلا بلير (التي كتبنا عنها سابقاً) بأن الصفويين قاموا بجمع الكثير من وثائق الخط الكوفي القديم في محاولة لإضفاء الشرعية على إنتسابهم الى حضرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم (راجع كتاب الخط الإسلامي لشيلا بلير في التعليق على الشكل 1.5).
وقد أكتب عن الخط الكوفي القديم عدداً من المقالات إلا أن الكوفي القديم موضوع للعديد من الأنشطة والمشاريع التي أحضر لها في الوقت الحالي.
الموضوع الثالث: توماس ميلو
تحيرت أنا في هذا الشخص. فقد قرأت له مقالات أعجبني فيما قاله فيها عن الخط العربي خاصة حينما قارنت ما قال مع كانت تكتبه المصممة نادين شاهين الذائعة الصيت والبارعة في تصميم الخطوط القبيحة. ولكن بعد التدقيق فيما يكتبه ويقوم به توماس ميلو (وهو العقل المدبر لأداة “تصميم”) وجدته مستشرقاً يشتعل في صدره غلاً لا أجد له تفسيراً إلا أن يكون هو أيضاً من الحاقدين.
ومثال على ذلك هو نظرته المستنكفة لإبراهيم متفرقة الذي قام بصناعة أول خط طباعي عربي بواسطة الحروف المعدنية المتحركة. ويصف ميلو إبراهيم متفرقة بأنه الهنغاري الخائن (لأنه تحول من المسيحية الى الإسلام) ويعتبر أعماله محاولات غير ذات تأثير كبير في حين أن الهنغاريون أنفسهم قد أكرموا إبراهيم متفرقة أو على الأقل قام بذلك هنغاري واحد منهم كما نرى على هذا الرابط. وقد قام توماس ميلو باختراع شخصية أخرى أحب الى نفسه من متفرقة وهو الأرمني أوهانيس مهندس أوغلو ونسب إليه الإبداعات والإبتكارات ولكنك حينما تبحث عن مهندس أوغلو هذا على الإنترنيت يعود بك الرابط في كل مرة الى توماس ميلو حيث لم يذكر هذه الشخصية أحد سواه.
ومع ذلك فنحن بدورنا لا ننكر لتوماس ميلو دوره في خدمة الحرف العربي وفي الإبتكار والكشف عن إمكانيات طباعية مهمة. وسأحاول أن أناقش الفكرة التي اقترحها ضمن إطار عام لما يمكن أن يكون عليه التصميم الطباعي الحديث للخط العربي.
متعة العمل التصميمي بالإبداع والإيتاء بما هو جديد. والفكرة الجديدة تستهويني وتطربني ولا أرتاح حتى أختبر صلاحيتها للتنفيذ وقدرتها على توليد الثروة لي. ولكني أكتشفت بعد العديد من تجارب التحليق في عالم الإبداع أن تحويل الفكرة الإبداعية الى منتوج مفيد ذو قيمة تسويقية تحتاج الى الكثير من الجهد والعمل الدؤوب ولعل الأمر – كما نقلنا سابقاً عن أحد المبدعين – هو 1% إلهام و99% آلام، آلام الجهد والدراسة والبحث والتجربة والتعامل مع الآخرين والسوق ومئات من الإعتبارات الأخرى دون مبالغة.
وفي السنين الأخيرة من دراستي الجامعية أستهواني الجانب النظري من العمل التصميمي. وصرت أبحث لعدد من السنين بعد التخرج في الموضوع في محاولة أن أحدد لنفسي منهج واضح وفعّال في التصميم. وكان من بين ما حاولت عمله هو ابتكار لغة برمجة لوصف ومعالجة مسار العمل التصميمي.
في بداياتي التصميمية كنت أعتقد أنه يمكن تحديد مسار أمثل للتصميم أستطيع به تحويل المسألة التصميمية الى حل في مسار محدد ومعروف. وعلمت فيما أنه مع صعوبة تحديد هذا المسار فإن الحل الأسهل هو المباشرة بالتصميم دون شروط مسبقة واكتشاف الطريقة من خلال المباشرة المجردة. ومع ذلك تعلمت استعمال بعض الأدوات التنظيمية والإبداعية المفيدة.
مراحل التصميم
ومن خلال تجربتي في المجالات التصميمية أستطيع القول بأنه بالرغم من كل المناهج المتعددة هناك طابع عام مشترك لمسار العمل التصميمي يمكن تحديده في ثلاثة مراحل.
وهذه المراحل لا تنفصل بشكل قطعي كما هو مبين في الدوائر الثلاث الخارجية في المخطط. وهي في الواقع تتداخل في بعض ملامحها فالمصمم يميل الى المباشرة في التصميم أثناء فترة البحث والدراسة لتجربة بعض الأفكار كما هو أيضاً يرجع الى البحث والدراسة أثناء التصميم عند شعوره بوجود فجوة معلوماتية معينة. ولذا نرى الحلقات الدورانية الصغيرة وهي تمثل التداخل المذكور وتم تمثيل المراحل بشكل مصغر ومتكرر لكونها ثانوية لأعمال المرحلة التي يكون المصمم فيها.
تحقيق النتائج
لا بد لكل عمل نقوم به من غاية. وتحديد الغايات والنتائج النهائية للعمل التصميمي منذ البداية مهم لتحقيق أعمال مؤثرة. ويتم تحديد الغايات ضمن تدرج يترابط منطقياً في كافة مستوياته. بمعنى أننا نقوم بتحديد الغايات الرئيسية التي يتم الإتفاق عليها من قبل كافة الأطراف المتشاركة ومن ثم نفصل لكل غاية من هذه الغايات مخرجات محددة. كما يجب تحديد مؤشر قابل للقياس نستطيع بواسطته تقييم النتائج للتحقق من إنجازها بشكل يرضي أغلب الأطراف المتشاركة في التصميم.
الملخص
تلخيصاً لكل هذا أستطيع القول أنه من المفيد الإطلاع على الأدوات التصميمية “الناعمة” إن صح التعبير والتي تعين على تخطيط العمل التصميمي. وهناك مجموعة أخرى من الأدوات التي تعين على الإبتكار وتحفز الإبداع والتي قد يتسنى لنا استعراض مداخلها في حلقة قادمة بإذن الله.
كما أحب أن أشارك بهذا المنشور الذي جمع صاحبه عدداً من مناهج وطرق التصميم التي من المناسب الإطلاع عليها.
وفي النهاية أحب أن أنشر على المدونة بعض المسودات القديمة التي حاولت من خلالها جمع أدوات مفيدة للتصميم.
يسمي باسكال موقعه 29 حرف بالإشارة الى عدد الحروف العربية في الغالب. وكما قد تعلمون فإن الناس على خلاف في شأن عدد الحروف العربية بين القائل بـ28 حرفاً والقائل بـ29 باعتبار الهمزة حرف. وأنا شخصياً أكثر ميلاً الى 29 حرفاً لا لأني اليوم أكتب عن باسكال زغبي ولكن لأني أرى أن الهمزة والالف صوتين مختلفين لفظاً ويستحق كل منهما شكلاً كتابياً مميزاً أيضاً. ولكن لا بد أن أعترف أيضاً بأني لست الخبير المحنك في هذا المجال. ومن جانب آخرلا بد أن أقول بأن دراستي للمخطوطات القرآنية القديمة أظهرت لي بأن الهمزة لم تكن تكتب أصلاً ولذا كانت الألف ترمز للألف والهمزة وتلفظ تارةً ألفاً وتارةً همزة بحسب الموقع. والأعجب في المقابل أن معاجم ألفاظ القرآن تصنف الحروف على الهمزة دون الألف، فما هو الصحيح إذن؟ تريدون رأيي: كلا القولين صحيح وليعد كل منّا الى داره سعيداً. والفرحة أيضاً تزيد حينما نعلم أن بعض اللهجات العربية الحديثة قد وجدت فائدة إضافية للهمزة حيث تستبدل مكان القاف للإمعان في الترقيق، كما في المثال التالي:
العراقي: “يا أخي هاية الدنيا كلها مآسي”… المصري: “ليه هو انت مئاسك كم يعني؟”
الحظ يبتسم عدة مرات
قليل من الشباب المصمم للخطوط العربية ممن استعرضنا أعمالهم في هذه المدونة قد أتيحت لهم الفرصة كما أتيحت لباسكال زغبي. فقد توفق باسكال الى العديد من المشاريع المهمة ولعل أشهرها هو اعتماد نظام تشغيل الآندرويد لخطوطه في تعريب هذا النظام.
وقد قام باسكال بتصميم خطين للآندرويد سمي الأول درويد كوفي. وتصفصفحة جوجل فونت هذا الخط بأنه مناسب للتظهير مع الخطوط اللاتينية بنفس الحجم لاتساع فتحاته (في الحروف المغلقة كالميم والعين والفاء والقاف وغيرها) ولارتفاع أسنان السين وحروف الكرسي. وهذه الخصائص تغني المستخدم للنظام من تكبير وتصغير الشاشة لاستيضاح الحروف العربية بحسب قول الصفحة.
وقد شدني تصميم الخط لمظهره الحديث حيث كتبت تدوينة سريعة في هذا الشأن. ولم أكن أعرف حينها أن الحرف من تصميم باسكال. ويبدو أن الأمر لم يدم طويلاً حتى تم استبدال هذا الخط بخط آخر من تصميم باسكال سمي درويد نسخ. ويبدو تأثير حرف ياقوت على التصميم حيث أن خط درويد نسخ من نفس عائلة خط ياقوت.
وفي الصورة أدناه نرى خط درويد نسخ في الإستخدام الحقيقي المصمم له. ويتميز هذا الخط بتفاوت جيد بين الوزن الإعتيادي والثقيل حيث يظهر مكان الوزن الثقيل واضحاً في مساحة النص للتأكيد على العبارات المختارة للعرض بهذا الوزن.
ولباسكال زغبي عدد آخر من الخطوط نستعرض قسماً منها في الشكل أدناه. ولكن أغلب تصاميمه تترواح بين ثلاث نقاط استقطاب. الأول هو خط ياقوت من تصميم نجيب (ربما نحيب أو نهيب – لست متأكداً) جارودي، وهو الخط الناجح الذي شكل مسار العديد من التصاميم الذي تلته، والنقطة الثانية هي أعمال تصميمية في الجانب المتطرف من طيف الخطوط العربية كأعمال نصري خطاروالذي يعيدها باسكال الى الحياة بحماس عقائدي، وأخيراً هناك القطب المؤثر الثالث وهو الحرف اللاتيني حيث تذكر “المزاوجة التيبوغرافية” كما يسمونها حول أعمال السيد باسكال زغبي.
الجرافيتي
وهي الكتابات التي يسرنا أن نراها على حائط الآخرين ونسب من كتبها على حائطنا. وأنا شخصياً حتف من يكتب الجرافيتي على حائط بيتي. أما باسكال فقد وجد من يكتب معه كتاباً عن الجرافيتي العربي، وهو مدخل لم يسبقه أحد من الكتاب إليه. والخط الجرافيتي العربي نمط خطاطي جديد لا يتبع قواعد الخطوط العربية التقليدية وهو على ما أحسب إحدى المبادئ العقائدية عند باسكال. وبمناسبة العقائدية فالجرافيتي هو متنفس أصحاب العقائد المظلومة ومنبر من لا منبر له، كقناة الجزيرة بالضبط.
ختاماً بقي أن نذكر بأن باسكال له أنشطة ثقافية وتعليمية تجدون روابطها على موقعه. ومثال على أعماله قصة الخط والطباعة العربية بحسب روايته على هذا الرابط.
كما أحب أن أنتهز فرصة قدوم عيد الأضحى المبارك لتهنئة المسلمين على صبرهم على بلواهم داعياً المولى رب العباد جميعاً أن يصلح حالنا كله وأن يعيده علينا وقد خرجت الأمة مما فيها اليوم من غمة.
لو كان زمن العمالقة لا يزال قائماً لكان سلطان المقطري واحداً منهم… ولكن زمن العمالقة ولّى وذهب مع أهله (بالمناسبة ظاهرة العمالقة التي سادت في النصف الأول من القرن الماضي ظاهرة مميزة وجديرة بالدراسة ولا أدري لماذا لا يظهر عمالقة اليوم في الفن مثلاً من أمثال محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفي قراءة القرآن من أمثال عبدالباسط عبدالصمد والمنشاوي والحصري).
ويمكن أن نعتبر سلطان المقطري عملاقاً في مجال الخطوط العربية لأنه قد صمم العديد من الخطوط العربية وقد أعتمدت شركة لاينوتايب بعضاً منها كخط ناهية والخط الحر. كما قدم للمواصفات العالمية في مساهمته في مواصفات اليونيكود عن الخط المسند. ثم تصدى بنجاح لرقمنة خط الرقعة وهو عمل هائل لا يقوى عليه إلا عملاق مثله.
إن ما يؤهل السيد سلطان المقطري لهذه المرتبة عدد من المزايا التي يتمتع بها، أذكر منها:
معرفة جيدة بأصول الخط العربي
القدرة على تنويع أشكال الخط الذي يصممه
معرفة جيدة بأساليب إنتاج الخطوط الرقمية
التخصص في مجال نادر كمعرفته بالخط المسند
إلمام بتاريخ الخط العربي
–
وجدير بنا أيضاً أن ننظر الى اليمن الذي جاء منه سلطان المقطري نظرة إكبار واحترام. فمن هذا البلد الصغير الفقير ظهر مؤخراً العدد من العمالقة منهم توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل، وفي مجال الخط العربي ظهر عبدالله فارس صاحب أكثر الخطوط العربية إنتشاراً في المطبوعات، وظهر منه أيضاً ضيفنا لهذا اليوم، السيد سلطان المقطري.
وكما تعودت في هذه المدونة أحب أن أعرض بعض ملاحظاتي على أعمال السيد سلطان المقطري عبر بعض صور أعماله. ولكن قبل ذلك أحب أن أقدم بعض الروابط الى مجموعة من المقالات عن سلطان حيث أن من كتب عنه من قبلي غير قليل (وبضمن ذلك روابط الى مواقعه الشخصية). والروابط هي:
ولعل من أبرز إنجازات سلطان المقطري هو رقمنة خط الرقعة. وهو وإن لم يكن الأول زمانه في هذا العمل إلا أن خطه يتميز عن بقية خطوط الرقعة من قبله بمشابهة خط الرقعة التقليدي الى حد كبير.
ويقول سلطان في مدونته عن هذا الخط أنه يحتوي على 279 محرفاً عربياً ليس منها أي شكل مركب. كما يقول أنه قام تصميم الخط ببرنامج إليستريتور ثم حوله الى برنامج فونت كريتور ومن بعدها قام ببرمجة الخط في برنامج مايكروسوفت فولت. وهذا يوضح مقدرة سلطان المقطري في برمجة الأوبن تايب.
وفيما يلي تسجيلاً للكتابة بخط الرقعة على اليوتيوب:
وقبل أن أختم ومن خلال عودة الى مدونة الأخ سلطان المقطري وجدت له إنجازاً جديدة في غفلة من الزمن لخط جديد يحاكي خط الشاعر الراحل نزار قباني. جمال في جمال.
وكل عام وأنتم وكل الأمة المسلمة بألف ألف خير. هذا دعائي ورجائي الى الله ولن يخيب الله ظنّي إنه لطيف لما يشاء إنه عزيز قدير.
حسناً، قد يكون الأجدر لي أن أجري مقابلة مع شخص حقيقي بدلاً من أن أجري هذه المقابلات مع نفسي كما حدث في التدوينة السابقة. والمقابلة اليوم مع المصممة الطباعية بشرى الصغير لنسألها عن بعض القضايا التي تهم المصممين الطباعيين من الشباب. وقد تولد اهتمامي بإجراء هذه المقابلة بعد أن أعلمتني الأخت بشرى بمشروعها الذي أنجزته وهو خط دارج. وقد وجدت عندها مزية المبادرة في السؤال والبحث حيث تضمنت رسائلها العديد من الأسئلة التي أرجو أن أكون قد وفقتُ للإجابة عليها. وقد حان دوري الآن لأتوجه بالأسئلة ولذا أرسلت إليها اسئلة هذه المقابلة التي تفضلت بالإجابة عليها كما يلي.
س: هل يمكن أن تعطينا فكرة عن تحصيلك العلمي وعملك الحالي وكيف تولد الإهتمام عندك بالخطوط الطباعية؟
حالياً أعمل أعمالاً حرة في تصميم الجرافيك، حصلت لتوي على درجة البكالوريس في تصميم المطبوعات و الوسائط المتعددة من جامعة الدمام. اهتمامي بالخط العربي و بالفنون الإسلامية عموماً وجدته في نفسي منذ صغري و أعتقد أن تربيتي في بيئة متدينة تعزز الهوية بشكل كبير ساهمت كثيراً في ولادة هذا الاهتمام، أما الاهتمام بالخطوط الطباعية فهو اهتمام جديد بعد أن تخصصت في الجرافيك، حيث أنني قبل ذلك لم أفكر أصلاً أن الخطوط الرقمية تصمم و يعمل عليها -طبعاً منطقي أن كل منتج لا بد له من صانع لكن مجرد أن ذلك لم يخطر ببالي- لكن استوعبت وجود هذا المجال عندما بدراسة مادة التايبوغرافي. بطبيعة الحال لكون تخصص الجرافيك جديداً عندنا و لكون الدراسة بالإنجليزية كان كل التركيز على التايبوغرافي اللاتيني، درسنا مصطلحاته و تاريخه و لفت انتباهنا إلى الفروق الدقيقة بين الفونتات المختلفة، كل هذا جميل و لكن أين العربية من الموضوع؟ في مادة التايبوغرافي الثانية عرجنا على مشاريع عن التايبوغرافي العربي لكنها لم تشف غليلي حيث كنت أريد المزيد من المعلومات أكثر من الأسلوب التجريبي الذي كنا نتبعه، هنا بدأت بالبحث و بدأ الهوس حيث أن المعلومات التي كنت أجدها قليلة لكنها ثمينة لندرتها. و مع اتجاهي أكثر للتصميم بالعربية و استمتاعي بالتصاميم التايبوغرافية أكثر من غيرها واجهت مشكلة قلة التنوع في الخطوط الرقمية العربية و وجدته مجالاً مفتوحاً على مصراعيه. زارنا الأستاذ توماس ميلو و زوجته ميريام في الكلية و حدثانا عن رحلتهما مع الخط العربي و عن برنامج “تصميم” الذي ابتكرته شركتهما ديكوتايب، كان ذلك دافعاً كبيراً لهذا الاهتمام عندي.
س: تصميم الخطوط الطباعية نادي رجالي في الغالب، فما سبب قلة النساء في هذا المجال في رأيك وهل ترين مجالاً أوسع للنساء في المستقبل في تصميم الخطوط الطباعية؟
و الله أنت أعرف و أخبر مني لكن من معرفتي البسيطة لا أظنه نادياً رجالياً فبعض أشهر الأسماء التي مرت علي في هذا المجال هي أسماء نساء مثل هدى أبي فارس و نادين شاهين و يارا خوري و ميريام سومرز، أظن المجال مفتوحاً لأي مهتم خاصة أن جزءاً كبيراً منه إلكتروني مما يسهل تعلمه و المشاركة في بدون عوائق لأي مهتم.
س: خط دارج هو مشروعك الأول في تصميم الحروف الطباعية. لماذا جعلتي خط اليد أساس التصميم؟
لأن خط اليد أحد الأساليب التي لاحظت ندرتها الشديدة في مكتبة الخطوط الرقمية العربية مع أن لخط اليد ميزات كثيرة في التصميم و يعطي لمسة شخصية إنسانية محببة أينما استعمل. و بالنسبة لدارج بالذات اخترت خط اليد لأنه يلبي ميزتين أساسيتين أردت توفيرهما فيه و هما البساطة -التي هي سمة التصميم الحديث- و الثراء بتراكيب الخط العربي التقليدي.
س: من هو (أو هي) مصمم الحروف الذي أثر عليك أكثر من أي مصمم آخر؟ وماذا تحديداً في عملهم كان مصدر الإلهام؟
ربما كان اللبناني كميل حوا و الأردني حسين الأزعط أكثر مصممين ألهماني و أثرا في أسلوبي، حتى أنني غالباً عندما أبدأ العمل على شعار أو غيره أتصفح بورتفوليو الأزعط و بورتفوليو أعمال المحترف -دار النشر التي يديرها كميل حوا- ثم أبدأ برسم أفكاري. كلا هذين المصممين تحمل أعمالهما روحهما بوضوح و تشعر حين تطلع عليها أنها فن عربي خالص و ليس مستورداً -أعترف أني مصابة بالعنصرية المضادة إلى حد ما-.
س: كيف تقيّمين حال الخطوط الطباعية العربية في الوقت الحالي؟ وما هي الأسباب في رأيك التي جاءت به الى هذا الحال؟ وكيف ترين مستقبل الخط الطباعي العربي؟
يناسب هذا السؤال الحديث عن العنصرية المضادة، حسب علمي البسيط أظن أن مجال الخطوط الطباعية العربية بدأ يشهد اهتماماً أكبر خلال السنوات الماضية و إن كانت مكتبة الخطوط العربية ما تزال فقيرة حتى الآن. ما يقلقني أن رواد هذا الاهتمام الذين لهم أشهر الانتاجات و المؤتمرات و الكتب و غيرها هم أصحاب الاتجاه الغربي في التصميم. مع الاعتراف لهم بالجميل لتوعيتهم بأهمية هذا المجال و اهتمامهم الكبير به إلا أن رأيي أن الخط و اللغة من صميم هوية الأمة فيفترض أن يورد الاهتمام به من المورد الذي يحفظ روحها و يعززها. عندما تسمع لخطاط يتحدث عن الخط العربي يخيل إليك أنها موعظة روحية و ليست حديثاً عن الخط، بينما إذا قرأت كتاباً أو مقالاً عن التايبواغرافي العربي لهؤلاء الرواد ستجده مكتوباً بالإنجليزية أولاً -أو بعربية مهشمة- و ثانياً يتعامل مع الكتابة العربية بقواعد الكتابة اللاتينية و ثالثاً يتحدث بصيغة مادية تسويقية لا روح فيها. يقلقني هذا الأمر كثيراً خاصة محتوى الكتب و القواعد التي يضعها الرواد لأني أعلم أنها هي ما سيدرس لطلاب هذا المجال في المستقبل القريب. لذلك أرجو أن أساهم -كما قلت في تدوينتك الأخيرة- في بناء قاعدة معرفية بهذا المجال من المورد الذي أراه مناسباً أكثر.
س: هناك “مدارس” – إن جاز التعبير- في تصميم الخطوط الطباعية العربية. فمثلاً هناك من يحاول تطويع التقنيات الحديثة وخاصة الـOpenType لإنتاج خطوط طباعية تحاكي الخطوط التقليدية وخاصة النسخ مئة في المئة من أمثال توماس ميلو. وهناك مدرسة أخرى في المقابل تدعو الى المزاوجة التيبوغرافية وتحوير الخط العربي ليتلائم مع الخط اللاتيني. أي من هذه المناهج صحيحة في نظرك؟ وأي منها يمكن أن يفضي الى خطوط طباعية عربية جميلة؟
أقدر كثيراً المدرسة الأولى و أجد ما أنجزته مذهلاً خاصة لكون أصحابها ليسوا عرباً، لكني لا جد نفسي في العمل في مجالها خاصة و أن جزءاً كبيراً منها يتعلق بابتكار برمجيات لا أفقه بها. هذه المدرسة أساسية في مجال الخط الطباعي برأيي لأنها تنقل إرثنا الخطي تقنياً لكنها بالتأكيد ليست كافية وحدها إذ لا بد من ابتكار خطوط حديثة.
أما عن المزاوجة التيبوغرافية فأظن أن “شهادتي فيها مجروحة” بسبب عنصريتي المضادة.
كما قلت في إيميلك لي لا أرى السبب الذي يدعو إلى لي عنق الخط العربي ليحاكي الخط اللاتيني بينما المفروض أن يحاكي الإثنان بعضهما ليصلا إلى نقطة في المنتصف أو حتى أن يستخدم خطان يعطيان نفس الشعور من اللغتين كمزاوجة بدلاً من جعل أحدهما يشبه الآخر. رأيت مرة صورة لوثيقة بيع من القرن الماضي تحمل اسم الشركة بخط الثلث بالكتابة العربية و بكتابة كيرسف تقليدية باللاتينية و كان الخطان متناغمان تناغماً جميلاً، و مثال آخر أعجبني هو تعريب شعار ماركة بي اتش اس بالخط الديواني على ما أعتقد و الذي أعطى نتيجة ممتازة.
لا أحب أن أكون مندفعة، المزاوجة التيبوغرافية مهمة -و بالمناسبة فقد صممت خطاً إنجليزياً رديفاً لدارج عندما لاحظت أهمية ذلك لكتابة متناغمة و سليمة- إلا أنها كذلك لا ينبغي أن تكون في اتجاه واحد دون الآخر. و عند التصميم باللغة العربية فقط فأنا لا أفضل أن تستخدم أحد خطوط المزاوجة التيبوغرافية لأن سببها انتفى و أفضل استخدام خط يحمل روحاً عربية.
س: أي من الخطوط الطباعية العربية المتوفرة حالياً أعجبك أكثر من غيره وكنت تتمنين أنك صممتيه بنفسك؟
ربما خط “متحف” الذي صممه مكتب طارق عتريسي للمتحف العربي للفن الحديث في قطر. لكونه يحاكي خط اليد فقد كنت أرجع إليه أثناء تصميم دارج لأفهم خاصة كيف يكون ترابط الحروف مع بعضها سلساً و واقعياً. من هنا:
بعض الخطوط الأخرى أعجبتني أيضاً و أستخدمها أكثر من غيرها مثل “إيران نستعليق” و “المعلا” و “نازلي” لكن لم أتمنى أن أصممها بعد لأني أجد نفسي أكثر في تصميم الخطوط التي تعتمد على العفوية أكثر.
س: لفائدة الشباب والشابات من المهتمين بصناعة الخطوط الطباعية، هل يمكن أن تذكري باختصار كيف صنعتي خط دارج؟ هل بدأت بتخطيطات على الورق؟ وكيف تم تطوير التصميم على الحاسوب؟ وما هي الأدوات من أجهزة وبرامجيات التي استخدمتيها في تطوير الخط؟
بدأت بنص مكتوب على الورق يحتوي على أغلب الحروف العربية، أدخلته إلى برنامج الإلستريتر و حولته من راستر إلى فيكتور ثم بدأت باستخراج كل تشكيلات الحروف من النص و تصنيفها إلى حروف ابتدائية و متوسطة و أخيرة و منفصلة. بعدها بدأت العمل على تضبيط نسب هذه المحارف و وصلاتها مع بعضها. ثم انتقلت إلى مرحلة البرمجة و هنا اعتمدت اعتماداً كلياً على شرح الأخ بدر عرابي و الأخ عبدالرحمن عامر على اليوتيوب لبرنامجي فونت كرييتور و ماكروسوفت فولت. هذه هي الخطوات باختصار شديد، بعض التراكيب لم تعمل معي كما يجب في النسخ الأولى للفونت لكن تواصلت مع الأخ عبدالرحمن جزاه الله خيراً و ساعدني مساعدة بالغة في تصحيح أخطاء البرمجة و تكميلها.
س: نصيحتك الأخيرة للشباب والشابات هي:
هذه التجربة القصيرة منحتني يقيناً بأن كل شيء قابل للتعلم، و أغلب الأشياء يمكن إنجازها إذا كان لديك الشغف الكافي. الإنترنت يقدم مصدراً مفتوحاً لتعلم أي شيء ممكن أو غير ممكن، و مع أن المصادر التي تتناول التصميم الطباعي العربي نادرة على الإنترنت -و حتى على أرض الواقع- إلا أنني استطعت تعلم ما يكفيني لأصمم و أبرمج دارج خلال مدة قصيرة و لله كل الحمد و المنة.
و من الناحية الأخرى استوعبت قيمة مشاركة الشخص معارفه مع الآخرين، إذ أن أغلب المصادر التي اعتمدت عليها في ذلك هي جهود و معارف شخصية لأفراد مثل مدونتك و مثل شروح بدر عرابي و عبدالرحمن عامر فجزاكم الله كل خير. و أنوي أن أبدأ مدونة قريباً أجمع فيها ما يمكنني أن أعلمه غيري في التصميم و التصميم الطباعي و الأعمال اليدوية بإذن الله و عسى يصلكم أجرها بما علمتموني هذا الدرس.
ختاماً نشكر الأخت بشرى الصغير وندعو لها ولأهلها وبلدها في هذه الأيام المباركة – العشرة الأواخر من شهر رمضان – بالتوفيق والخير والبركة والقبول.
يمر تصميم الخطوط العربية عبر خانق ضيق إسمه مايكروسوفت فولت (Microsoft VOLT). وهي أداة مجانية توفرها شركة مايكروسوفت لمصممي الخطوط لصناعة خطوط وبرمجتها ضمن صيغة الـ TrueType أو الـ OpenType.
وأحسن ما رأيت عن استخدام برنامج فولت على الإنترنيت هو التسجيل الذي أرشدتني إليه مشكورة إحدى قارئات هذه المدونة. والتسجيل من إعداد عبدالرحمن عمًار الذي قام بشرح استخدام فولت بالتفصيل الممل كما يقولون.
وقد ضمن عبدالرحمن عمّار روابط عديدة مفيدة في وصف التسجيل على صفحة اليوتوب. والأكثر من هذا والأهم أنه قام بما لم يقم به الآخرون من قبله وهو توفير بعض الملفات المفيدة والتي يمكن تحميلها من الرابط على صفحة اليوتوب. ولهذا استحق منا درجة العشرة على عشرة وإن كان التسجيل طويلاً بعض الشئ. فمبادرته لم يسبقه بها أحد.
برنامج مايكروسوفت فولت Microsoft VOLT
ولكونها مجانية فلم تضع شركة مايكروسوفت الكثير من الإهتمام لجعل الأداة مليئة بالتسهيلات والمواصفات بل تركت تطوير الأداة عند الحد الأدنى من السهولة في بناء خطوط الحواسيب. ولا تغني برامج تصميم الفونتات من مثل FontLab Studio أو Font Creator أو غيرهما عن استخدام برنامج فولت حيث أن هذه البرامج لا تدعم برمجة الأوبنتايب بشكل كامل وبالتالي لا تصلح لتوليد خطوط الكتابات المعقدة من مثل العربية أو الهندية.
وأستطيع اختصار مراحل بناء الخطوط العربية المحوسبة بمرحلتين رئيسيتين:
المرحلة الأولى: تصميم الحروف المنفردة (أو المحارف Glyphs كما يسميها أصحاب المهنة اليوم). ويمكن عمل تصميم المحارف في فونتلاب أو فونت كرييتور.
المرحلة الثانية: برمجة الخط ببناء جدوال الأوبنتايب وذلك باستخدام برنامج مايكروسوفت فولت.
وبالرغم من بساطة برمجة الأوبنتايب إلا أني عانيت شخصياً من الحصول على المعرفة اللازمة لصناعة خطوط التروتايب والأوبنتايب. والغريب أنه بالرغم من ثراء المادة المعرفية باللغة الإنجليزية في أي مجال يخطر على بالك إلا أن ما موجود عن تصميم الخطوط العربية حتى بالإنجليزية أقل من القليل.
ومع ما ذكرت فقد استعطت الحصول على بعض المراجع في مجال صناعة الخطوط العربية والتي أحب أن أشارك قرائي بها. وسأعرضها بنفس الترتيب التي عثرت بها عبر السنين الماضية.
إصنع خطك بنفسك: وهو كتاب من تأليف السيد محمد يحيى عبدالكريم من مصر. والكتاب في غالبه يشرح طريقة تصميم المحارف باستخدام برنامج فونت كرييتور. ويمر الكاتب مرور الكرام على البرمجة باستخدام فولت. ومع ذلك فهناك تفاصيل مفيدة كثيرة في هذا الكتاب الصغير.
ومع أني لم أقم بتجربة الوصفة التي يقدمها خالد حسني إلا أن مقالته التي اقتبستها في الملف على هذا الرابط لا يستخدم برنامج الفولت على ما يبدو. وقد يكون من المفيد الإطلاع على وصفته الخاصة لكونه أولاً متخصص في خطوط الحواسيب ولقيامه بإحياء حرف المطبعة الأميرية في مصر في مشروع جميل تشاهده على هذا الرابط.
منذ فترة سألني أبو أحمد وهو أحد قرّاء هذه المدونة عن رأيي في خط تاهوما. أجبته حينها بعد مراجعة سريعة للخط وبحث عن خلفية تصميمه بما مؤداه أن الخط صمم أصلاً للاستخدام على شاشة الحواسيب في صفحات الإنترنيت وفي واجهات برامج الحاسوب، أي الصناديق والمربعات وحقول الإدخال التي توفرها البرامج للمستخدم للتفاعل معها. وكان رأيي حينها (ولا يزال) أن خط تاهوما لا يصلح للاستخدام في العناوين لأنه يبدو غير متناسق.
إسأل مجرب (واسأل خبير – فإنك لن تخسر شيئاً)
وبعد جوابي للإخ أبو أحمد بفترة قصيرة شرعت في مشروع استغرق كل اهتمامي وجهدي وأبعدني عن أمور كثيرة أحبها ومن ضمنها التدوين. ولن يتفاجأ قرّاء هذه المدونة حينما أطلعهم على مشروع برمجي جديد بين الحين والآخر. فقد تعودوا على ذلك. وهذا المشروع الأخير واسع بعض الشيء وتضمن جوانب تصميمية عديدة قد يجد فيه محبو التصميم الطباعي بعض الجوانب المفيدة. ولذلك فسأحاول عرض هذه الجوانب في حلقات متتابعة. واليوم وبعد شهور عديدة من البرمجة وتصميم مكونات واجهة الاستخدام أستطيع أن أضيف ملاحظة بسيطة لما يتعلق بخط تاهوما. فحين يفشل خط تاهوما في الاستخدام العام وفي العناوين فقد وجدت أنه مناسب جداً في المكان الذي صمم من أجله، وتحديداً في الأحجام بين 9 الى 12 في صفحات الإنترنيت وفي صناديق الحوار (Dialog Boxes).
النص القرآني في واجهة إستخدام البرامج
إن ثبات ترميز الحروف باستخدام اليونيكود قد فتح أبواب مغلقة. فقد قام مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة عملاً عظيماً في إتاحة النص القرآني كاملاً مع خطوط لإظهار النص بالخط العثماني وبالترميز المعياري اليونيكود. وتستطيع زيارة موقع المجمع للإطلاع وتحميل خطوط القرآن الكريم. هذا من جانب، ومن جانب آخر فقد قامت شركة مايكروسوفت باعتماد ترميز اليونيكود للنصوص في منصة Net. وقد سهل هذا كثيراً تطوير البرامج التي تستخدم اللغة العربية. وقد وجدت اختلافاً كبيراً بين هذه المنصة ومنصة VB6 القديمة والغير صديقة للعربية. وبتوفيق الله سبحانه أستطعت أن أستخرج النص القرآني كاملاً من ملف وورد الذي قام مجمع الملك فهد بتنضيده وذلك باستخدام منصة VB.Net حيث خزنت النص في ملف بهيئة XML للاستخدام في البرنامج الذي أقوم بتطويره. وفي ما يلي مثال لملف النص القرآني بهيأة XML والذي يسهل معالجته برمجياً: