ليس من قلة
منذ أن إنتقلت الى مدينة أربيل في مطلع سنة 2014 وأنا أحاول أن أحضر معرض الكتاب الدولي الذي يقام سنوياً فيها في بداية الشهر الرابع من كل سنة. ولكن في كل مرة تفوتني الفرصة حيث أضطر للسفر خارج البلد لأمور شخصية مهمة. ولكن في هذا العام سنحت لي الفرصة أخيراً لرؤية المعرض حيث سارعت لحضوره أنا وزوجتي في أيام قليلة بعد عودتنا من السفر. ومع أني كنت أتوقع حضور الكتاب الأجنبي بقوة في المعرض إلا أن المفاجأة اللطيفة هي أن المعرض كان يغص بمشاركات دور النشر العربية ف وكلها قد عرض كمّاً هائلاً من الكتب العربية كما عرض بعض الناشرون المحليون كتبهم باللغة الكردية والتي تكتب هي الأخرى بالحروف العربية. وقد سرني ذلك كثيراً حيث أن المعروف اليوم أن أمة إقرأ لا تقرأ وأن كان هناك من يقرأ فإنه يقرأ من الأنترنيت. فإن كان الأمر كما يصفون فعلام إذن تقوم إقتصاديات هذا النشر الهائل من الكتب العربية المطبوعة؟
مفارقة لطيفة
ولكن مع كثرتها لم تكن حصيلتي من الكتب سوى إثنين وكلاهما عن الزخرفة. ومع كثرة الكتب العربية فإن المفارقة هي أن الكتابين كانا بالفارسية إشتريتهما من جناح صغير عرض العديد من الكتب عن الفن الإيراني. ولم يكن الكتابين هما كل ما غنمته من هذا الجناح وإنما إشتريت معهما قلمي خط وقارورة حبر ودواة بالإضافة الى لوحة بخط إيراني مميز.
والسبب في إختياري للأدوات الخط هو تميّزها عما هو موجود في أسواقنا. ومع أنني لست خطاطاً فمع إستخدامي لها بعض الشئ أصبحت أرغب في تعلم كتابة الخط حسب أصوله التاريخية والتي تحدثت عنها مراراً في هذه المدونة. وهناك متعة كبيرة وراحة نفسية في ممارسة الخط وذلك خاصة حينما تقوم به لنفسك ولا تبتغي عرض النتيجة على الآخرين. ووجدت بعد ممارسات قليلة أن خطي يتحسن شيئاً فشيئاً ولعلي أتمكن يوماً ما من عرض خطوطي إذا توفقت الى إتقانه بشكل مقبول.
أما إهتمامي بكتب الزخرفة فهذا يعود الى المشروع الذي شغلني منذ مطلع العام الحالي وهو تطوير تطبيق مصحف على الإنترنيت. وسأحاول بمعونة الله أن أضمن المصحف بعض الزخارف والنقوش والعناصر الفنية التي دأب صناع المصاحف تضمينها في أعمالهم.
الكتاب الأول
الكتاب الثاني
يعرض هذا الكتاب (على ما أظن) الزخارف الخاصة بالمصاحف وخاصة ما يتعلق بالأشكال التي تظهر في هوامس المصاحف القديمة. وقد زاد إهتمامي بهذه الأدوات الزخرفية كما أسميها منذ متابعتي لتصاميم المصاحف القديمة. وعموماً أستطيع القول بأن المصاحف القديمة تظهر قدرات تصميمية وتعبيرية غير متوفرة هذه الأيام. ولعلنا نستطيع توضيح جوانب من هذه الصنعة المندثرة عبر تدوينات لاحقة ولكني سأعرض بعض ما ورد في الكتاب الإيراني الذي حصلت عليه من المعرض.
الخلاصة والحكمة المستفادة
إن المراقب للشأن الإيراني يجد أنه بالرغم من التحديات السياسية والأمنية والعسكرية التي تمثلها إيران للدول العربية اليوم فإن لها مخزوناً ثقافياً لا يستهان به. وإن لنا أن نستفيد من هذا المخزون فالحكمة كما وصى الحبيب المصطفى صلوات الله عليه هي ضالة المؤمن وهو يأخذ بها أنّى وجدها وهو أولى بها.