قد يكون مصطلح الربيع غصة في حلق الكثير ممن كان لهم أمل فيه. فبعد الذي جرى في سوريا ومصر وليبيا واليمن لم أعد أجد معنى كثير في هذا المصطلح. أو ربما كان هو ربيعاً بالفعل ولكن كربيع العراق المناخي كان وجيزاً وملبداً بالغبار.
ومع تصاعد غبار العنف الذي يسود هذه الدول لا يزال بعضنا يتأمل في ظاهرة الربيع العربي (والتأمل هنا بمعنى التفكر وليس من الأمل). ومن هؤلاء زميل وصديق لي هو أديب نعمة المحامي والباحث في العلوم الإجتماعية والتنمية وناشط مدني. ولأديب حظ من إسمه فهو غاية في الأدب ولطيف في الصحبة وذو شخصية مؤثرة. كما أن له نتاج فكري واسع في مجالات عمله كان آخرها كتاب “الدولة الغنائمية والربيع العربي”. وخلال فترة عمله على الكتاب كنا نتحدث في لقاءاتنا عن مشاريعنا الشخصية حتى برزت فكرة استخدام بعض أعمال الحروفية العربية التوليدية في تصميم كتابه. وقد اقترحت عليه الفكرة بعد أن عرفت موضوع كتابه لأنني كنت أرى العلاقة بين الموضوع وبين هذه الحروف التي تتجمع في كتل عشوائية على اللوحة كحراك الشباب في ميادين ثورتهم التي تيتمت. ومع أنني لم أنجز مشروعي لحد الآن (كعادتي المزمنة) فقد إنتهى الأخ أديب من مشروع كتابه وتم طبعه وقد أستخدم بالفعل التصاميم التي عرضتها عليه والتي تم توليدها من خلال أدوات الحروفية العربية التوليدية.
ولا أدعي بأني متخصص في موضوع الكتاب وفي الربيع العربي ولكنني سأتناول الجانب التصميمي للمطبوع وذلك بالتعليق على بعض الصور لتوضيح بعض الأفكار.
على جدران المنزل
وبعيداً عن موضوع الكتاب ومن نواتج التحضير لمعرض عن الحروفية التوليدية قمت بتأطير إحدى اللوحات الحروفية وتعليقها في صالة المنزل. وقد كنت محظوظاً لانسجام اللوحة مع المنظومة اللونية للصالة التي يغلب عليها ألوان الأرض كالبني والبيج. وتم إختيار المنظومة اللونية من بين المنظومات اللونية المتوفرة على موقع أدوبي كولر.